القاهرة تبدأ بتلقّي ردود الفصائل على الحوار «وحماس» ترفض نشر قوات عربيةالأخبار
وتيرة التوتّر بين القاهرة و«حماس» في تصاعد مستمر، وإضافة إلى التصريحات والتحذيرات المتبادلة، اتسمت التطورات بين الجانبين بتحركات على الأرض، تمثلت في الجانب الغزاوي بمسيرة للحركة الإسلامية إلى معبر رفح للمطالبة بفتحه، وهو ما ردّت عليه القاهرة بإرسال تعزيزات أمنيّة، محذّرة من تكرار تجربة اقتحام المعبر.
وعززت السلطات المصرية وجودها الأمني والعسكري عند معبر رفح مع قطاع غزة ورفعت عدد قواتها إلى 500 جندي بعد المسيرة التي دعت إليها حركة «حماس» على الجانب الآخر من الحدود.
وقال مصدر أمني «هناك أعداد إضافية من رجال الشرطة تتمركز في معسكرات قريبة لقوات الأمن في رفح والعريش». وأضاف إنه سيجري الدفع بأعداد إضافية عند الحاجة إليها. وقال إنه رُفعت أيضاً درجة الاستعداد بين رجال الشرطة الذين تمركزوا خلف قوات الأمن وعند مداخل المدقات الترابية المؤدية إلى الجدار الذي أقامته مصر من الحجارة والأسمنت على الحدود مع غزة.
ووفقاً لما أكدته مصادر مصرية مطلعة، فقد احتشدت قوات الأمن المصرية على الحدود مع قطاع غزة تحسباً لاقتحام الحدود المصرية من جانب فلسطينيين. وأوضحت المصادر أن التعليمات الصادرة لقوات الأمن المصرية هناك هي ضبط النفس والتعامل مع الموقف بحكمة حرصاً على تفادي أي صدام مع الجانب الفلسطيني. لكنها أكدت في المقابل أن «أي محاولة لاقتحام الحدود ستُردع على الفور»، محذرة من أن صبر السلطات المصرية على «التطاول المستمر من بعض قيادات حماس قد بدأ بالنفاد».
وفيما تظاهر مئات المواطنين الفلسطينيين أمام معبر رفح الحدودي، حث رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر مصر على فتح المعبر. ورأى أن «إغلاق المعبر والحصار جاءا لأن الشعب الفلسطيني لم يستجب لشروط الرباعية بالاعتراف بإسرائيل ولأنه تمسك بالثوابت»، مطالباً وزراء الصحة العرب بالنظر إلى معاناة أبناء القطاع وهم يموتون على بعد أمتار من معبر رفح. وطالب الأمة العربية والإسلامية بفك الحصار عن غزة، مؤكداً أنه «ليس استجداءً أو منة من أحد بل هو واجب على الإخوة العرب».
وأضاف بحر «إننا نخاطب الرئيس المصري محمد حسني مبارك ... ونقول لك يا سيادة الرئيس إن شعب غزة يجوع ويموت مرضاه موتاً بطيئاً، فأين النخوة وأين الرجولة وأين الإسلام وأين الجوار؟» مناشداً أيضاً الجامعة العربية «بأن تأخذ دورها». وأضاف «إن قرار فتح المعبر هو قرار مصري ــــــ فلسطيني، فالسيادة لمصر ولا نسمح لمصر بأن تقف مكتوفة الأيدي، يجب أن يفتح هذا المعبر ونحن في غزة لن نتنازل عن ثوابتنا».
من جهته، قال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن «المسيرة تعبير عن الغضب والسخط لدى أبناء القطاع من استمرار إغلاق المعبر وإيصالهم رسالة إلى كل الدول العربية والإسلامية بضرورة إنهاء معاناة مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة».
في غضون ذلك، تسعى السلطات المصرية عبر جهود مكثفة لبدء حوار بين الفلسطينيين لرأب الصدع في الانقسامات الحالية التي تسببت بأعمال عنف واعتقالات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر دبلوماسيون مصريون أن الفصائل الفلسطينية بدأت بإرسال ردود إيجابية على الأسئلة المصرية المتعلقة بوجهة نظرها وأفكارها ومواقفها لاستئناف الحوار، مشيرين إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي أول الفصائل التي بعثت بردودها، بينما تنتظر القاهرة ردود المجموعات الأخرى، ولا سيما حركتي «حماس» و«فتح» في محاولة لترتيب ووضع جدول الحوار الذي سيعقد في القاهرة على الأرجح عقب عيد الفطر.
وفي هذا السياق، رفضت حركة «حماس» بشكل قاطع دخول أي قوات عربية أو أجنبية إلى المناطق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك رداً على اقتراح من هذا النوع ورد على لسان رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض.
وقالت «حماس»، في بيان لها، إن «المطلوب هو الدعوة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة من دون قيد أو شرط». ورأت أن «المخرج الوحيد لإنهاء حالة الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية يتمثل في الحوار المباشر والجاد مع حركة حماس لا المطالبة باستدعاء قوات أجنبية أو عربية».
إلى ذلك، دعا رئيس البرلمان اليمني يحيى الراعي، خلال لقائه سلام فياض في صنعاء، حركتي «فتح» و«حماس» إلى الحوار ورأب الصدع.