محمد بديردافعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس عن القرار 1701، مشيرة إلى أنه أوجد تغييراً في جنوب لبنان. وانتقدت ضمنياً التصريحات المتكررة لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي دأب أخيراً على الحديث عن عدم جدوى القرار وفشله في وضع حد لتنامي قوة حزب الله.
وقالت ليفني، خلال حديث تلفزيوني أمس، «أنا فخورة بالقرار 1701، لأنها المرة الأولى التي تتوصل فيها إسرائيل إلى قرار يغير الوضع بدعم دولي، ذلك أن انسحاب إسرائيل عام 2000، وفي ليلة واحدة، ترك وراءها كل جنوب لبنان تحت سيطرة حزب الله، الذي تسلّح وكان هناك، بينما كان الجيش اللبناني يخشى الوصول إلى المنطقة». وأضافت، غامزة من قناة باراك، «أنا أؤيد أن يحكم الجمهور على هذه الأعمال، أما من يعتقد أن لديه جواباً أفضل من القرار، فليتقدّم ويطرحه على الطاولة». ورأت ليفني أن إسرائيل كانت خلال عدوان تموز أمام ثلاثة احتمالات، وهي «احتلال لبنان، أو الخروج من الأراضي اللبنانية من دون تسوية، أو إيجاد تغيير في الجنوب اللبناني، وما قمنا به هو إيجاد هذا التغيير وإيجاد شرعية لم تكن موجودة سابقاً».
وأوضحت ليفني أن «احتمال احتلال أجزاء من لبنان أو الخروج بتسوية، كنا قد جربناه في السابق وكانت النتيجة معروفة، وبالتالي فإن إيجاد التغيير لا يزال حتى الآن ضرورة لفرضه، حتى وإن تطلّب الأمر عملاً آخر»، مشدّدة على أن «القرار خلق الشرعية لذلك، وهي شرعية لم تكن موجودة».
ولم يتأخر باراك بالرد على تصريحات ليفني، فأعلن أنه فخور بقراره الانسحاب من لبنان. وأضاف إنه بهذه الخطوة «وضع حداً لمأساة استمرت 18 عاماً جبت حياة 1000 جندي». وكرر باراك موقفه السلبي من القرار 1701 «الذي تفخر به ليفني»، معتبراً أنه «فشل كامل ونقطة الانطلاق في تعاظم قوة حزب الله». وصعّد باراك هجومه على ليفني عبر القول إن تصورها بشأن جدوى القرار 1701 «يضع علامات استفهام على حساباتها في اتخاذ القرارات»، مضيفاً «لا أعتقد أن ليفني، مع خلفيّتها ورصيدها الحالي، مؤهلة وقادرة على توفير الإجابات في الشؤون الأمنية. فأن تكون موجوداً في الغرفة التي يجري فيها اتخاذ القرارات ذلك لا يؤهّلك لاتخاذها بنفسك».
وفي السياق، تحسّر القائد السابق للجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يوسي بيلد، على صورة الردع الإسرائيلي وضياعها. وقال بيلد، في حديث إذاعي أمس، إن «باراك لم يُضف جديداً خلال وصفه للواقع الأمني غير البسيط الذي تواجهه إسرائيل على الجبهة الشمالية، بعد انتهاء حرب لبنان الثانية، وتعزّز القدرة لدى حزب الله»، مشيراً إلى «عدم وجود وقف لإطلاق النار مع الحزب، وها نحن نواجه مراحل تسلح أساسية، والآن فقط نتذكر أن نرفع الصوت ونصرخ، والمزعج في كل المسألة أن إسرائيل تقف دائماً متأخرة خلف إجراءات العدو».
ودعا بيلد إلى التوقف عن تجاهل «ما يحصل أمامنا قبل أن ينفجر الواقع في وجهنا، لأن الوضع أصبح أصعب بكثير مما كان عليه قبل عامين»، مضيفاً إن «على إسرائيل أن تحدد إن كان القرار 1701 ما زال قائماً بالنسبة إليها، فقد كان عليها أن تعيد فرض الحصار على لبنان فور تبيّن عدم جدواه، وعدم انتظار مراحل تسلح الإرهاب اللبناني».
وبحسب كلامه فإن «الردع الإسرائيلي كان ثروة دائمة لإسرائيل، لكننا نجحنا في إضاعته، وها نحن نبدو كدولة خسرت تصميمها واستعداداتها، والمسألة لا تتعلق فقط بالجبهة الشمالية، بل أيضاً بقطاع غزة، لأننا نرى أن سقوط صاروخ قسام أمر محتمل، ونقوم بمقارنته بسقوط ثلاثين صاروخاً (قبل التهدئة)»، مشيراً إلى أن «هناك عملية قضم لصورة الردع الإسرائيلي، ولم يعد أحد يحسب لنا حساباً، وإذا لم نتحرك فلا أدري إلى أين نحن ذاهبون».