يبدو أن الأزمة بين «حماس» والقاهرة في طريقها إلى المزيد من التأزّم، بعد تلويح الحركة الإسلامية بسحب ملف الوساطة في قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، وهو ما أثار استنكار القاهرة
القاهرة ــ الأخبار
استنكرت القاهرة أمس إعلان قيادي في حركة «حماس» ضعف النتائج التي آلت إليها الجهود المصرية في ملفات الأسرى والتهدئة والحوار الوطني. وقال مصدر مصري، طلب عدم تعريفه، إن «مثل هذه التصريحات لا تنسجم مع حجم الجهود والمساعي المكثفة التي تبذلها السلطات المصرية لإنجاح صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل».
وأضاف أن «القاهرة تستغرب أن يؤكد موسى أبو مرزوق، الرجل الثاني في حماس، ثقة الحركة بالوساطة المصرية في وقت يلوح فيه مسؤول آخر بالبحث عن وسيط دولي». ورأى أنه «يتعين على حماس أن توحّد خطابها الرسمي تجاه مصر، وأن تتوقف عن هذه التلميحات المؤسفة والغريبة».
وكان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة «حماس»، مشير المصري، قد أبلغ وكالة «قدس برس» أن «حماس» متمسكة حتى الآن بالوسيط المصري. لكنه أضاف: «لهذه اللحظة، الوساطة بجميع الملفات لا تزال بيد مصر، ولكن نحن لا ننكر وجود ضغوط هائلة وغير مسبوقة، ومن شخصيات فلسطينية، لتغيير الوسيط المصري في الملفات الأساسية».
ولفت المصري إلى أنه «أمام إصرار مصر على إبقاء معبر رفح مغلقاً، فإن هناك انعدام ثقة بين الشعب الفلسطيني والقيادة المصرية، وخصوصاً في ظل عدم نجاح مصر في إحراز تقدم في الملفات الأساسية، وأعني بها الأسرى والتهدئة والحوار الوطني».
من جهة ثانية، نفت السلطات المصرية، أمس، ما تردد عن فتح إسرائيل معبر كرم أبو سالم الذي يقع في منطقة حدودية مثلثة بين مصر وإسرائيل وغزة، بما يسمح بعبور شاحنات المساعدات إلى القطاع.
وقالت مصادر حدودية في رفح إن الجانب المصري لم يتلقّ أي إخطارات من السلطات الإسرائيلية بموعد فتح المعبر الذي يستخدم لعبور الشاحنات فقط. وأضافت أن المعبر لا يزال مغلقاً لأجل غير مسمى منذ إغلاق إسرائيل إياه في شهر نيسان الماضي بعد هجوم نشطاء فلسطينيين عليه وجرح 13 جندياً إسرائيلياً كانوا في داخله. وأشارت إلى أن هناك اتصالات مستمرة بين الجانبين المصري والإسرائيلي بما يسمح بفتح المعبر مرة أخرى لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وطبقاً للمصادر نفسها، فإن المئات من أطنان المساعدات من الطحين والزيت المقدمة مساعداتٍ للشعب الفلسطيني قد أصبحت مهددة بالتلف بسبب طوال فترة احتجازها منذ إغلاق معبر كرم أبو سالم.
وكانت إسرائيل قد أعلنت إعادة فتح المعبر الذي يربط جنوب قطاع غزة بإسرائيل، بعد أربعة أشهر من إغلاقه. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مديرية المعابر في الجيش الإسرائيلي وظفت ملايين الشواكل (الدولار 3.5 شيكل) من أجل ترميم المعبر بعد العملية التي استخدمت فيها 3 سيارات مفخخة، ونفذتها «حماس» قبل نحو 4 أشهر.