حيفا ــ فراس خطيبفهم رئيس حزب العمل إيهود باراك، على ما يبدو، أنَّ فوز وزيرة الخارجية تسيبي ليفني برئاسة حزب «كديما»، سيبقيه بحَسب التوقعات، في حضيض استطلاعات الرأي. لذا وجد من الضروري أن يشنَّ عليها هجوماً منقطع النظير، قائلاً إنها «غير قادرة على إعطاء إجابات، لا عندَ الثالثة عصراً ولا عند الثالثة صباحاً»، في مثال استوحاه من خطاب المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي هاجمت «قلة خبرة» خصمها باراك أوباما، حين سألت في إحدى حملاتها «من سيردّ على الهاتف الأحمر عند الثالثة صباحاً؟». ويبدو أنّ باراك أدرك أن عليه الدخول إلى «المعركة» التي تدور في حقل «كديما»، لإثبات وجوده. ويبدو واضحاً، من خلال مجريات الأحداث، أنه بات يتمنى فوز شاؤول موفاز في رئاسة الحزب اليميني في أيلول المقبل، لأنَّ هذا يمنحه «قليلاً من الأمل» في استطلاعات الرأي. انتقادات باراك المستوحاة من المعركة الانتخابية الأميركية، ردَّ عليها فريق عمل ليفني بالمثل. فقد شدّد هؤلاء على أنّ «محاولة باراك لتتويج موفاز لن تنجح، ونحن نتمنى أن يمتلك باراك الجرأة للنزول من الطائرة، لأن الجرأة الشعبية صفة هامة لمن يريد الإجابة على الهاتف الأحمر في الثالثة صباحاً».
وعبارة «النزول من الطائرة» استوحاها المقرّبون من وزيرة الخارجية من مذكرات مساعد سابق لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، ذكر في كتاب له سيصدر في كانون الثاني المقبل، أنّ باراك «خشي النزول من الطائرة عندما وصل إلى الولايات المتحدة خلال مفاوضات السلام مع سوريا بسبب الضغط الجماهيري ضد الانسحاب من الجولان المحتل». ولم يكتفِ باراك بشنّ حرب كلامية على ليفني، فقد هاجم أيضاً حزب «كديما»، وقال إنه «مخيم لاجئين، وحزب لمرة واحدة»، متّهماً إياه بأنه «جلب شظايا فك الارتباط (عن غزة) والحرب في لبنان والقضايا المخجلة».
وانتقد بعض الصحافيين الإسرائيليين هجوم باراك على ليفني على خلفيّة هجومه الشرس عليها بعدما تباهت بدورها في القرار 1770. وذكر المعلّقون بأنَّ القرارات التي كان قد اتخذها باراك أثناء تولّيه رئاسة الحكومة لم تكن أفضل حالاً، وخصوصاً أن عهده شهد انفجار المفاوضات مع الفلسطينيين واندلاع الانتفاضة الثانية.
وعلى صعيد المعركة الانتخابية داخل الحزب الحاكم، يفيد مراقبون بأنّ عدد أعضاء الكنيست المؤيدين لليفني وصل إلى أكثر من الثلث، ما يمنحها حسب القانون الإسرائيلي إمكان الانسحاب من الحزب في حال خسارتها وتشكيل حزب آخر.
ويواصل مقرّبو ليفني بثّ أجواء تهدد بـ«الانقسام». ونبّه أحد رجال حملتها إلى أن أعضاء الكنيست الداعمين لوزيرة الخارجية «سيجدون صعوبة في البقاء في كديما في حال فوز موفاز»، موضحاً أنّ «كديما من دون ليفني ليست كديما، بل الليكود رقم 2».