أفادت مصادر ديبلوماسية بأن قادة عسكريين من حول العالم سيجتمعون في العاصمة السعودية الرياض، اليوم، لتقويم مسار الحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية».وقال مصدر ديبلوماسي لوكالة «فرانس برس» إن اللقاء الذي يستمر يومين ويأتي استكمالا لمحادثات اجريت سابقا، سيجمع «كل الدول المنخرطة» الى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم المتطرف، بما في ذلك دول الخليج. وأضاف المصدر «أعتقد أن الاجتماع سيكون بمثابة تقويم عام للوضع الذي نحن فيه ولما يتعين فعله الآن».

من جانبه، قال مصدر ديبلوماسي آخر ان الاجتماع «سيكون أقرب الى لقاء لتبادل المعلومات» وفرصة للتنسيق، وليس منتدى يجري خلاله اتخاذ قرارات حاسمة.
وتتزامن هذه المحادثات التي تجرى على مستوى قادة الجيوش ونوابهم، مع الصعود المثير للتنظيم المتطرف في ليبيا بعدما سيطر على اراض واسعة في العراق وسوريا.
وكثفت الدول العربية غاراتها التي تستهدف تنظيم «الدولة الاسلامية» منذ مطلع شباط الحالي، حين وزع التنظيم شريطا يظهر احراق الطيار الاردني، معاذ الكساسبة، حيا داخل قفص حديدي. ونفذت مصر، أول من أمس، سلسلة غارات استهدفت تنظيم «الدولة الاسلامية» في ليبيا.
ووضع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، نفسه على الخط الاول «للحرب على الارهاب»، بطلبه من مجلس الامن اصدار قرار يتيح تدخلا دوليا في ليبيا. وقال في مقابلة مع إذاعة «اوروب1» الفرنسية، «ليس هناك من خيار اخر. مع الاخذ في الاعتبار اهمية ان يكون الشعب الليبي راضيا، وان تستدعينا الحكومة الليبية للعمل على بسط الاستقرار بالتحاور معهم».
وشدد الرئيس المصري على أن الفوضى في ليبيا لا تهدد مصر المجاورة فحسب، بل المنطقة برمتها واوروبا.
وقال إنّ «الرسالة هذه نوجهها للأوروبيين والفرنسيين. لقد قلت للرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) قبل اربعة اشهر، احذر، ما يحصل في ليبيا سيجعلها بؤرة ارهاب ستهدد المنطقة بالكامل وستهدد المنطقة ليس مصر فحسب، بل حوض المتوسط واوروبا أيضاً». وتابع «هذه المشكلة يجب التعامل معها، لأن المهمة لم تستكمل من جانب اصدقائنا الاوروبيين»، خلال التدخل الذي ادى الى سقوط نظام معمر القذافي، مضيفاً «نحن تركنا الشعب الليبي اسيرا لميليشيات متطرفة».
وقال «حين تدهور الوضع في ليبيا قلنا ان ذلك سيمثل خطرا كبيرا، ليس على الليبيين فقط بل على جميع الجيران وعلى الاوروبيين. علينا ان نعمل معا للتغلب على الارهاب».
وكان السيسي وهولاند قد دعَوَا اثر اتصال هاتفي الى اجتماع لمجلس الامن الدولي، وإلى اتخاذ «تدابير جديدة» ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» بعد قتله 21 مصريا في ليبيا.
(الأخبار، أ ف ب)