طابوريان ينفي ما أعلنه السنيورة عن اتفاق خاص
رشا أبو زكي
تدور تساؤلات بشأن سبب زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة السبت الماضي إلى مصر تحت عنوان «تزويد لبنان بالكهرباء والغاز». إذ تشير مصادر وزارية الى أن برنامج عمل السنيورة لم يكن يتمحور حول موضوع إمداد لبنان بالغاز، بل كان هذا العنوان واجهة لبرنامج سياسي يطال خصوصاً التطورات الحاصلة بالعلاقات اللبنانية السورية، إضافة إلى شؤون سياسية جرى بحثها بسرية مطلقة مع الرئيس المصري حسني مبارك، ومن دون تفويض من مجلس الوزراء.

لا اتفاق خاص!

فقد أعلن السنيورة إثر زيارته أن «وزيري البلدين المعنيين بشؤون الطاقة سيلتقيان في الأيام القليلة المقبلة لإعداد توقيع الاتفاق الخاص بهذا الصدد». فيما لفت أمس إلى أن الاجتماعات التي عقدها في القاهرة، كانت جيدة ومفيدة وستجري متابعتها من أجل أن تحقق إنجازاً على صعيد التعاون مع مصر. معتبراً أن خط الأنابيب يمر عبر ثلاث دول وليس مباشرة من جمهورية مصر العربية، وأن القرار واضح من جانب المسؤولين في مصر من أجل تنفيذ هذا الأمر.
فيما يؤكد وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان لـ «الأخبار» أن ما حدث في مصر لم يكن كما يجري التسويق له، إذ إن موضوع استجرار الطاقة والغاز من مصر يُبحث منذ عهد الوزير السابق محمد فنيش، وعمل عليه الوزير محمد الصفدي خلال توليه وزارة الطاقة والمياه بالوكالة ومن ثم انتقل المشروع إلى العهد الحالي لاستكماله. وأشار إلى أنه لا يوجد اتفاق خاص جرى الاتفاق عليه بين مصر ولبنان يتعلق بموضوع الطاقة أو الغاز، وهو لم يطّلع على فحوى هذا الاتفاق ولم يعلم به، إذ إن مشروع الاستجرار سيُبحث في اجتماع الدول الأربع المعنيّة بالموضوع في عمان الثلاثاء المقبل، حيث سيجري تبيان حجم الطاقة التي تخرج من مصر وحصة كل بلد من هذه الطاقة وحاجاتها، وسيُتّفق على توزيع هذه الكميات، كما سيجري التطرق الى موضوع الأسعار.

الموقف المصري

وكان طابوريان قد أوضح في بيان أمس، «أن الوزارة تعمل على موضوع استيراد الكهرباء والغاز من مصر منذ زمن». وأضاف «منذ عشرة أيام وصل إلى لبنان وزير الكهرباء المصري الدكتور حسن يونس وبحثنا معه في الموضوع، وجرى الاتفاق معه على عقد اجتماع الأسبوع المقبل في الأردن يشارك فيه وزراء الدول المعنية بالربط للبحث في حاجة كل بلد والحصول على الحصة العادلة. كما أن مصر ستصدّر 600 ميغاوات، ونطالب بالحصول على 200 ميغاوات، علماً بأن شبكتنا مجهزة لتتحمل 250 ميغاوات». وأوضح الوزير طابوريان «أن الاجتماع الذي سيُعقد في 25 آب الجاري في الأردن، سيتناول البحث والاتفاق على الكميات التي ستتقاسمها كل من الأردن، سوريا ولبنان، وعلى الأسعار»، مشيراً إلى «أنه رغم جهود الرئيس السنيورة للحصول على شروط أفضل، لم يزل الجانب المصري مصراً على موقفه، ونأمل خلال الاجتماع الوزاري في الأردن أن نتمكّن من تحسين الشروط المصرية».

زيارة مختلفة

من جهتها، أشارت مصادر وزارية أخرى إلى أن موضوع استجرار الطاقة والغاز من مصر لا يزال عند نقاطه العالقة، وأن البحث في هذه النقاط سيكون خلال اجتماع الأردن، ولفتت المصادر إلى أنه كان من المقرر أن تكون الزيارة إلى مصر محصورة بموضوع استجرار الطاقة والغاز، وفق توصيات رفعها الوزير طابوريان إلى السنيورة ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، إلا أن واقع الزيارة كان مختلفاً، فقد «صعدنا إلى الطائرة ونزلنا منها فقط»، وأوضحت المصادر أن الزيارة لم تحدث أي تقدم في عملية التفاوض بشأن استجرار الغاز والطاقة، بل اقتصر الحديث على فكرة واحدة وهي أن هذا المشروع سيُبحث خلال اجتماع الأردن، ولم يحصل أي اتفاق يذكر لا من ناحية حجم الطاقة والغاز المستورد ولا في ما يتعلق بالأسعار التي ستُعتمد.

السنيورة مستمر...

أما السنيورة فيستكمل نشاطاته «الطاقوية» بحيث أعلن في بيان أمس أنه سيزور العراق بعد يومين حاملاً رسالة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى المسؤولين العراقيين، لافتاً إلى أنه سيثير موضوع استجرار الطاقة من العراق. وفي الوقت نفسه، يقوم وزير الاقتصاد السوري عامر لطفي بزيارة قريبة إلى بيروت لإجراء محادثات مع نظيره اللبناني محمد الصفدي وعدد من الوزراء والمسؤولين تتناول قضايا وملفات اقتصادية، حيث سيجري التطرّق كذلك إلى ملفات الطاقة والغاز.