وصل التوتر في العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى حدّ انعدام الثقة الذي بدأ يتعمّق تدريجياً، وخصوصاً بعدما تجلّت، في الأيام الأخيرة، شكوك أميركية في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سمح بتسريب تفاصيل عن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وفق ما أفاد به، أمس، الكاتب في صحيفة «ذي واشنطن بوست»، دايفيد إغناتيوس.وقال إغناتيوس إن واشنطن اتخذت، أخيراً، قراراً بخفض تبادل المعلومات الحساسة مع تل أبيب بشأن المفاوضات النووية مع طهران، استناداً إلى مخاوف من أن مكتب نتنياهو سرّب لصحافيين إسرئيليين تفاصيل حساسة تتعلق بالعرض الأميركي المقدم لإيران في إطار المفاوضات، الذي يسمح لها بتخصيب اليورانيوم باستخدام 6500 جهاز طرد مركزي أو أكثر، كجزء من الاتفاق النهائي.

وأضاف الكاتب الأميركي أن «المسؤولين في الإدارة الأميركية رأوا أن هذه التقارير كانت مضلّلة لأن عدد أجهزة الطرد جزء من رزمة تتضمن حجم المخزون النووي الإيراني، إضافة إلى أنواع أجهزة الطرد التي يُسمح بتشغيلها».
وفيما أفادت «القناة الثانية» الإسرائيلية، يوم الأحد الماضي، بأن المتحدث باسم البيت الأبيض، أليستار باسكي، نفى التقارير التي أشارت إلى قطع الإدارة الأميركية الاتصالات مع إسرائيل بشأن المفاوضات، نقل إغناتيوس عن مصادر في واشنطن قولها إن منسّق مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط، فيليب غوردون، سيلتقي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي كوهين، يوم الإثنين، على أن يجري التطرق إلى السياسة المتبعة اتجاه إيران، ولكن من دون مشاركة إسرائيل المعلومات الأخيرة بشأن الاستراتيجية الأميركية المتبعة في المفاوضات.
وأوضح إغناتيوس أن التوتّر الأخير في العلاقة الإسرائيلية - الأميركية، ظهر فعلياً في 12 كانون الثاني، خلال اتصال هاتفي بين نتنياهو وأوباما، جرى التطرق فيه إلى المفاوضات. وخلال هذه المحادثة الهاتفية، طلب أوباما من نتنياهو التوقف عن مهاجمة المحادثات النووية لعدة أشهر، إلا أن نتنياهو بدا غير مقتنع بالتطورات في هذا الإطار.
بعدها بدأت تظهر مفاعيل هذا الاتصال، في 21 كانون الثاني، حين دعا رئيس مجلس النواب الأميركي، جون بينير، بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس والحديث عن هواجسه المتعلقة بالمفاوضات النووية. وفي 31 كانون الثاني، أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن مسؤولاً إسرائيلياً أخبر «القناة العاشرة» بأن الولايات المتحدة جاهزة للسماح لإيران بإبقاء 7 آلاف جهاز طرد مركزي، علاوة عن أنه جرى الاتفاق على 80 في المئة من المطالب الإيرانية. ووفق المسؤولين الأميركيين، كان هذا المؤشر الأبرز على أن نتنياهو سرّب المعلومات إلى الصحافيين.
(الأخبار)