محمد بديرلا يبدو أن اقتحام إيران الفضاء الخارجي عبر تجربتها لإطلاق قمر اصطناعي الأحد سيسقط سريعاً من جدول الأعمال الإعلامي في إسرائيل، مع الجزم بأنه سيبقى لفترة طويلة شغلاً شاغلاً على جدول الأعمال الأمني. فلليوم الثالث على التوالي، بقي الحدث الإيراني مورد اهتمام إسرائيلي. ورغم محاولاتٍ أولية للتقليل من قيمة التجربة الإيرانية، عادت الجهات المعنية في إسرائيل إلى الحديث بجدية عنها وعن تداعياتها المستقبلية. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن «الإنجاز الإيراني» يمثّل خطوة تكنولوجية جديدة ومؤثرة بحسب معظم الخبراء في إسرائيل والغرب، مشيرة إلى أنها تشهد على قدرة عالية في مجال إطلاق الصواريخ.
بدورها، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن الجهات المعنية في الغرب وإسرائيل مهتمة بصاروخ «سفير» أكثر من اهتمامها بالقمر الاصطناعي، ذلك أنه حتى إذا فشلت عملية إلحاق القمر بمداره حول الأرض، إلا أن الصاروخ نفسه يثير قلقاً عميقاً في كل من تل أبيب وواشنطن.
فالصاروخ المذكور من جيل جديد، وهو «ثنائي المراحل» ومزوَّد بمحرك مصنوع من الألومينيوم يعمل على وقود سائل فعال ومتقدم يمنح القدرة على إدخال القمر في مداره، بحسب ما أوردت «هآرتس»، التي أضافت أن هذا النوع من الصواريخ يشير إلى أن لدى إيران القدرة على تطوير جيل جديد قادر على حمل رؤوس حربية غير تقليدية يصل مداها إلى 5000 كيلومتر.
أما في ما يتصل بالقمر الاصطناعي «أمل»، فوفقاً لـ«معاريف»، المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبحث عنه منذ يوم الأحد، انطلاقاً من افتراض أنه ينبغي أن يكون فوق الشرق الأوسط كل تسعين دقيقة. وأشارت إلى أن عملية البحث لم تفض إلى أي «إشارات إلى حياة»، الأمر الذي يرجح فشل عملية الإطلاق.
وبحسب الخبراء الإسرائيليين، فإن هناك ثلاثة سيناريوات محتملة لمصير القمر: الأول أن يكون قد انفصل عن الصاروخ وعاد إلى الغلاف الجوي للأرض واحترق؛ الثاني ألا يكون القمر قد نجح في الانفصال عن الصاروخ وسقط مع بقاياه، والثالث أن يكون القمر قد دخل مساره حول الأرض، لكن أجهزة الإرسال فيه معطلة.
وفي كل الأحوال، رأى خبراء إسرائيليون أن صور عملية الإطلاق تدل على وجود منصة جاهزة في إيران لإطلاق قمر اصطناعي آخر في الفترة القريبة المقبلة.