علي حيدريسود نوع من الترقب في الساحة السياسية الإسرائيلية، لما قد تؤول إليه العلاقات الإسرائيلية ـــــ الروسية على خلفية الحرب مع جورجيا، ودعم إسرائيل لتبيليسي. وتتوقع جهات سياسية إسرائيلية نشوب أزمة بين تل أبيب وموسكو، التي تنظر إلى الدولة العبرية على أنها حليفة واضحة للولايات المتحدة. ورأت صحيفة «معاريف» أن الغضب الروسي على إسرائيل بسبب دعم الأخيرة أمنياً لجورجيا هو «سبب ثانوي» لأي أزمة محتملة بين الدولتين. وأضافت أنه بُحثت تداعيات الحرب الروسية ـــــ الجورجية على العلاقات الروسية ـــــ الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة. ولفتت إلى أن «إسرائيل تتخوف من أن تُلغي روسيا صفقات ومشاريع مشتركة بين الدولتين».ومن بين هذه القضايا، مؤتمر السلام الذي كان من المقرر أن يعقد في روسيا في تشرين الثاني المقبل. وكانت إسرائيل قد لمّحت قبل حرب القوقاز إلى أنها لن تعارض عقده، رغم أن تل أبيب لم تعط ردها النهائي، ويبدو أنها ستجد صعوبة في الموافقة على عقده بسبب الضغوط الأميركية لمنعه، ولا سيما أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، ديفيد ولش، كان قد استبعد عقد المؤتمر بعد الأحداث الأخيرة.
أما القضية الثانية التي يكتنف مصيرها الغموض، فهي صفقة أمنية بين روسيا وإسرائيل التي يُفترض أن تطور ثلاث طائرات «فالكون» روسية ستُباع للهند وتستخدم لأغراض التجسس. وتتوقع إسرائيل أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً من أجل إلغاء الاتفاق أو تأجيله.
أما القضية الثالثة فتتعلق بنقل ملكية أملاك روسية في القدس المحتلة، حيث كان يفترض أن يوقِّع وزير المال الإسرائيلي روني بار أون خلال الأسابيع المقبلة اتفاق نقل الملكية على «باحة سيرغي»، أحد أهم الممتلكات بالنسبة إلى الروس من الناحيتين التاريخية والعاطفية.
وتتعلق القضية الأخيرة بإلغاء نظام التأشيرات بين إسرائيل وروسيا، بعدما كانت الدولتان قد قررتا الإلغاء المتبادل لها. وكان يُفترض أن يدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر المقبلة.
وقدرت مصادر سياسية إسرائيلية أنه «خلافاً للتوقعات بتعزيز العلاقات بين البلدين، في أحسن الأحوال ستبقى العلاقات على ما هي عليه، وفي أسوأها ستنشأ أزمة».
وأوضحت المصادر أن «روسيا تدرك أنه لا يمكن وقف المساعدات الأمنية الإسرائيلية لجورجيا، مثلما تدرك إسرائيل أنها لن تستطيع منع روسيا من بيع سلاح دفاعي لأعدائها»، في إشارة إلى إيران وسوريا.