شهدت الجزائر أسبوعاً دامياً تعددت خلاله الاعتداءات الانتحارية، وكان آخرها أمس تفجير مزدوج هزّ شرق العاصمة، قضى فيه 11 شخصاً وجرح 31 آخرون، ليدشّن بذلك الحلقة العاشرة من مسلسل التفجيرات الذي يضرب البلاد منذ مطلع العام الجاري.وأفادت الإذاعة الجزائرية، نقلاً عن وزارة الداخلية، بمقتل 11 شخصاً وإصابة 31 آخرين، صباح أمس، في اعتداءين بسيارتين مفخختين في مدينة البويرة جنوبي شرقي العاصمة. وكان الانفجار الأول قد استهدف حافلة مركونة قرب فندق يرتاده عمال كنديون في ولاية البويرة شرق الجزائر، أما الثاني فأصاب مقر قيادة المنطقة العسكرية في المدينة التي تقع وسط «مربع الموت» الذي يضم العاصمة والبويرة وتيزي وزو وبومرداس.
ويأتي الاعتداءان غداة هجوم انتحاري أدى إلى سقوط 43 قتيلاً و45 جريحاً أمام مدرسة تدريب الدرك الوطني في مدينة يسر شرقي العاصمة.
وعقب الحادث، أصدر مجلس الأمن الدولي بيان إدانة، دعا فيه إلى ملاحقة مرتكبي التفجير، فيما تمسّكت الحكومة الجزائرية بسياسة المصالحة الوطنية لتعزيز الأمن في البلاد، مؤكدةً مواصلتها «محاربة الإرهاب بلا هوادة»، فيما دانت كل من الصين وروسيا واليابان وإسبانيا والأردن العمليات الانتحارية التي تشهدها الجزائر.
في المقابل، دعا مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي انضمت إلى تنظيم «القاعدة» مطلع العام الماضي، حسن حطاب، الإسلاميين إلى «التخلّي عن الكفاح المسلّح وإلقاء السلاح».
أما رئيس المجلس الإسلامي الأعلى التابع للرئاسة الجزائرية، الدكتور الشيخ بوعمران، فقد اتهم أطرافاً لم يسمّها بالوقوف وراء زعزعة الأمن في البلاد على خلفية التفجيرات التي طالت الجزائر. وقال في حديث إلى إذاعة الجزائر الحكومية، إنّ بلاده بعدما «استفادت من سياسة المصالحة الوطنية، يحاول بعض العناصر في الداخل أو الخارج التشويش عليها من خلال ارتكاب هذه العمليات».
واللافت أن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» هدد قبل نحو عامين بتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف قوات الأمن والجيش والمؤسسات الحكومية، لكن لغاية الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيرات اليومين الأخيرين.
إلى ذلك، رأى خبراء في الإرهاب أن قادة الإسلاميين المسلّحين يبحثون عن توسيع منطقة نشاطهم إلى ما وراء «مربع الموت»، لحمل قوات الأمن على الانتشار، وبذلك يُفكّ الحصار المفروض عليهم في منطقة القبائل.
وقال محرر شؤون الشرق الأوسط في نشرة «كانتري ريسك» التي تصدرها مؤسسة «جينز ديفيد هارتويل»، هناك مخاوف من أن يكون من نفّذوا التفجيرات متشددين تلقّوا تدريبات مع مسلّحين يقاتلون القوات الأميركية في العراق.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)