حيفا ــ فراس خطيباقتحمت قوّات كبيرة من الوحدات الخاصة التابعة للشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام «الشاباك»، فجر أمس، مبنى «مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية» في مدينة أم الفحم، التابعة للحركة الإسلامية ــ الجناح الشمالي، التي يرأسها الشيخ رائد صلاح. وصادرت القوات كل محتويات المؤسسة من وثائق ومستندات وحواسيب وأموال كانت على شاكلة تبرعات أطفال، وأغلقته بالشمع الأحمر. كما أمرت السلطات الإسرائيلية بتجميد قسم من الحسابات المصرفية التابعة للحركة.
بعد ذلك، أصدرت الشرطة بيانًا، جاء فيه أنّ اقتحام المؤسسة حصل تنفيذاً لأمر وزير الدفاع إيهود باراك الذي رأى أنّ المؤسسة «غير مسموح بها»، لأنها تموّل وتشارك في نشاطات «مؤسسة الدعوة» التي تصفها تل أبيب بأنّها تابعة لـ«حماس».
وقالت مصادر في «الشاباك» إنّ الحديث يدور أيضاً «حول نشاطات يمولها اتحاد الجمعيات الخيرية الذي يمثّل تنظيماً فوقياً لصناديق إسلامية متطرفة في أنحاء العالم وتفعّلها حماس».
بدوره، رأى الشيخ رائد صلاح، في حديث لـ«الأخبار»، أنَّ سعي السلطات الإسرائيلية إلى إغلاق المؤسسة «يعني إعلان حرب على القدس الشريف والمسجد الأقصى، لأنَّ المؤسسة تعمل منذ زمن لمناصرة هاتين القضيتين»، مشدداً على أنَّ هذه الحرب «موجّهة إلى كل عربي ومسلم»، متعهّداً عدم الاستسلام. وردّ صلاح على الاتهامات الصهيونية، واصفاً إياها بأنَّها «مكشوفة ولا تقنع أي عاقل، لكونها حجج جاهزة تُستغل لتغطية الممارسات الظالمة والاستبدادية والعنصرية».
بدوره، وصف نائب رئيس الحركة الشيخ كمال خطيب، لـ«الأخبار»، التصرّف الاسرائيلي بأنه كان «انتقامياً من إيهود باراك بحقّ مؤسسة الأقصى التي تركت بصماتها الواضحة على الواقع في ما يخص الاعتداءات الإسرائيلية».
وفي السياق، زار وفد من «التجمع الوطني الديموقراطي» مدينة أم الفحم للتعبير عن تضامنه مع الحركة الإسلامية. وأكد أعضاء الوفد أن هذه القوانين الموروثة عن الانتداب البريطاني، تُستخدم أداةً للملاحقة السياسية، «وما تعرضت له مؤسسة الأقصى يأتي في إطار الحملة المسعورة على الجماهير العربية وقياداتها ومؤسساتها».
كذلك أصدر النائب عن «الحركة الإسلامية الجنوبية» عباس زكور بياناً لفت فيه إلى أنه «كما باءت بالفشل، جميع المحاولات السابقة للمؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية لضرب الحركة الإسلامية ومؤسساتها وتشويه اسمها ومحاولة إخراجها عن القانون، فإن هذه المحاولة الجديدة ستبوء بالفشل بإذن الله، وسيلد الجبل فأراً آخر».