القاهرة ــ خالد محمود رمضانانطلقت أمس في القاهرة أول لقاءات الحوار الفلسطيني باجتماع مدير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، مع وفد حركة «الجهاد الإسلامي»، برئاسة أمينها العام، رمضان شلح، لبلورة موقف فلسطيني موحد للخروج من الأزمة الحالية والإعداد للمشروع الوطني الفلسطيني.
وكان وفد حركة «الجهاد الإسلامي» من قطاع غزة، ويضم الدكتور محمد الهندي ونافذ عزام وإبراهيم النجار وجميل يوسف وعمر الهندي، قد وصل أمس إلى القاهرة، لينضم إلى شلح ونائبه زياد النخالة، الذي قال إن «المباحثات مع المسؤولين في مصر تركزت على حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني وتبادلنا وجهات النظر لإيجاد حلول معقولة ومناسبة للمشكلة الفلسطينية»، معرباً عن اعتقاده بأن الحوار الشامل قد يعقد بعد رمضان.
وأكد القيادي في حركة «الجهاد»، نافذ عزام، أن حركته عقدت لقاءات منفصلة مع قياديين من «حماس» و«فتح». وأشار إلى أن «الجميع يدركون ضرورة الخروج من الأزمة، وأن الانقسام أضر بالجميع، ولا أحد استفاد منه، لذا يجب إنهاؤه وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات وأهمها العدوان الإسرائيلي».
وتعد مباحثات «الجهاد الإسلامي» في القاهرة، بداية لجولة من المباحثات الثنائية بين المسؤولين في مصر والفصائل الفلسطينية، لبلورة رؤية موحدة، لمختلف القضايا، تمهيداً لعقد الحوار الوطني الشامل.
ومن المقرر أن يصل وفد الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إلى مصر غداً الأربعاء، فيما يصل وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم الأحد المقبل. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية، صالح ناصر، إن «وفد الجبهة سيكون برئاسة الأمين العام نايف حواتمة، وعضوية صالح ناصر وخالد عطا وعلي أسعد». وتابع قائلاً إن «الجبهة ستطرح على مصر فكرة تأليف حكومة انتقالية ترأسها شخصية مستقلة متفق عليها، تعمل لمدة محددة على استعادة المؤسسات الفلسطينية، والإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، إضافة إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس غير فصائلية».
وقال مصدر مصري مسؤول إن القاهرة «ستعقد حواراً موسعاً بمشاركة هذه التنظيمات في أعقاب انتهاء المباحثات الثنائية وبلورة مشروع وطني فلسطيني متكامل يتفق عليه الجميع». وأوضح «أن مصر تأمل من التنظيمات الفلسطينية كافة أن تكون على مستوى المسؤولية المعهودة والتزام المصلحة الوطنية والعمل بكل الجهد المطلوب لإنجاح هذا الحوار».
ورغم بدء جهود المصالحة، إلا أن مسؤولين فلسطينيين شكّكوا في أن «تتمخض عن انفراجة». واوضح المسؤولون القريبون من المحادثات أن «الخلافات الحادة بين مصر وحماس بشأن قضيتين رئيسيتين ستجعل من الصعب على القاهرة التوسط في اتفاق بين حماس وفتح».
وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن «مصر ليست راضية، لأن حماس قد علقت المحادثات بشأن صفقة جلعاد شليط لتبادل الأسرى، وحماس غاضبة لأن مصر لا تزال مترددة في استضافة محادثات لإعادة فتح معبر رفح». وأضاف: «أنا لا أتوقع حدوث اختراق في الجولة الحالية من المحادثات وأرى أن الأمور لم تتضح بعد، وخصوصاً لأن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية لا تشير إلى أن الطرفين جاهزان للصلح». وقال مسؤول آخر قريب من المحادثات إن مصر تريد أن تتحدث مع جماعات أخرى غير «حماس» و«فتح» أولاً لأنها لا تريد أن تفشل وساطتها.
ورغم بدء الحوارات، إلا أن «حماس» لم تؤكّد حتى اليوم تلقيها دعوات للمشاركة في المباحثات الثنائية. وتقول إن «مصر لم تدع بعد قادتها إلى جولة المصالحة الفلسطينية الجديدة».