شنّ رئيس بعثة الجامعة العربية لدى بغداد، هاني خلاف، أمس، هجوماً هو الأول من نوعه من حيث حدّته على الولايات المتحدة وأطراف إقليمية لم يسمّها، قائلاً إنها «لا ترغب في وجود دور قوي للجامعة في العراق».
وأوضح خلاف، في مقابلة مع صحيفة «روز اليوسف» المصرية، أنّ الولايات المتحدة «لا تزال تتردد في الاعتراف بدور واسع للجامعة العربية في العراق، فيما ترفض بعض القوى العراقية والإقليمية قيام الجامعة العربية أو الدول العربية بأدوار على الساحة العراقية».
وأوضح خلاف أنه يعتزم العمل على «تحقيق مقاربة عربية ــ إيرانية تبدأ بحوار عربي ــ إيراني» حول العراق، داعياً إلى «تمثيل عربي رفيع المستوى لتحقيق توازن في الأدوار بين العرب والقوى الإقليمية في الساحة العراقية».
وفي ما يتعلق بالاتفاقية الأمنية طويلة الأمد المتوقع إبرامها بين واشنطن وبغداد، أجاب خلاف، الذي يتسلم منصبه الشهر المقبل بديلاً لأحمد بن حلي، بأن الجامعة تتابع المفاوضات و«تدرس انعكاساتها (الاتفاقية) على الدول العربية المجاورة وعلى الأمن الإقليمي».
وأشار المسؤول العربي إلى أنّ جامعته ستتابع بعض الاستحقاقات المهمة في بلاد الرافدين، ومن بينها انتخابات المحافظات، والتحضيرات للانتخابات البرلمانية العام المقبل.
وفي سياق المفاوضات في الاتفاقية الأمنية، أكد النائب عن «التحالف الكردستاني»، محمود عثمان، وجود توجه عراقي لتأجيل توقيعها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ووصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض.
ولفت عثمان إلى أنّ واشنطن «مستعجلة لتوقيع هذه الاتفاقية بعكس الجانب العراقي الذي يريد أن توقع مع الإدارة الأميركية المقبلة، فهو لا يريد توقيع اتفاقية لا تستمر سوى أشهر، إذ إنّ الإدارة الحالية أعلنت أنها لن تعرض هذه الاتفاقية على الكونغرس، ما يعني أنها لن تكون ملزمة للإدارة المقبلة».
على صعيد آخر، هدّدت العشائر العربية في محافظات الفرات الأوسط، وهي بابل والنجف وكربلاء والمثنى، في خلال تظاهرة في النجف، باللجوء إلى القوة دفاعاً عن عروبة كركوك، بعد مطالب كردية بإلحاقها بإقليم كردستان.
في المقابل، نظمت الأحزاب الكردية تظاهرات في قضاء خانقين، احتجاجاً على نشر الجيش العراقي في المنطقة، الذي حلّ مكان ميليشيات «البشمركة» ضمن حملة «بشائر الخير» في محافظة ديالى. وكانت قيادات الأحزاب الكردية الأساسية قد عقدت اجتماعاً في المدينة أول من أمس، وأعلنت رفضها لوجود القوات العراقية فيها. ورأى مسؤول «الاتحاد الوطني الكردستاني» في خانقين، سالار محمود، أن «الشعب هنا، وعلى الرغم من هذا التحدي، اختار طريق السلم والحوار مبدأً ثابتاً في التعامل مع الأحداث، ولكن قد يطفح الكيل».
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال مقتل جندي أميركي. وقتل نحو 25 شخصاً، وجرح أكثر من أربعين آخرين، في تفجير شمال ديالى.
(الأخبار، أ ب، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)