رغم إصرار خاطفَي الطائرة السودانية إلى مطار الكفرة الليبي على عدم الإعلان عن مطالبهما قبل وصولهما إلى فرنسا، حيث يبتغيان الحصول على اللجوء السياسي، انتهت هذه القضية بسلام وباستسلام المتمرّدين الاثنين
القاهرة ــ الأخبار
أعلنت السلطات الليبيّة أمس أن خاطفي الطائرة السودانيّة الموجودة منذ أول من أمس في مطار الكفرة الليبي، قد سلّما نفسيهما إلى السلطات الليبيّة، إيذاناً بانتهاء عملية خطف الطائرة المثيرة للجدل. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إنه «في تمام الساعة الخامسة والربع بتوقيت ليبيا المحلي، نفّذ الخاطفان طلب المفاوضين الليبيين في مطار الكفرة بتسليم نفسيهما».
وأوضح مسؤول ليبي من مطار الكفرة (جنوب شرق ليبيا)، حيث حطت الطائرة المخطوفة منذ مساء الثلاثاء، أن الخاطفين «قد سلّموا أنفسهم الآن». وأبلغ وكالة «فرانس برس» أن الخاطفين «سلّموا أنفسهم من دون عنف، وأن أفراد طاقم الطائرة سالمون».
من جهته، أعلن مدير مصلحة الطيران المدني الليبي، محمد شليبك، أن الخاطفين الاثنين تم نقلهما إلى إحدى قاعات مطار الكفرة بعدما سلّما نفسيهما، لافتاً إلى أن الطائرة السودانية المخطوفة أصبحت خالية من كل أفراد طاقمها ومن جميع الركاب الذي تم الإفراج عنهم في وقت سابق أمس. وأشار إلى وصول وفد سودانيّ يضم 20 مسؤولاً برئاسة مدير الطيران المدني السوداني إلى مطار الكفرة في وقت لاحق من مساء أمس، معلناً أن طائرة ركّاب ليبية وصلت أيضاً إلى المطار تمهيداً لنقل ركّاب الطائرة السودانية وإعادتهم إلى السودان.
وكان عدد من المسؤولين السودانيين على متن الطائرة التي اختطفت من مطار ديالا في دارفور. ومن بين هؤلاء، مفوض السلطة الانتقالية في دارفور محمد التيجاني الطيب، ورئيس مفوضية أراضي دارفور في السلطة الانتقالية آدم عبد الرحمن أحمد، ومستشار شؤون القبائل في السلطة الانتقالية يعقوب الملك محمد الملك.
ومن بين الركّاب كذلك ضابطا شرطة مصريان يعملان في القوة الهجينة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، ومواطن أوغندي ومواطنان إثيوبيان.
وقالت الوكالة إن مستشار شؤون القبائل في السلطة الانتقالية في دارفور، والذي كان مختطفاً، شارك مصلحة الطيران المدني في المفاوضات مع خاطفي الطائرة.
من جهته، أشاد رئيس اللجنة العليا لإنقاذ اتفاقية دارفور، محمد التيجاني الطيب، بـ«الحوار الهادئ والمنطقي» الذي اتسمت به المفاوضات التي أجرتها السلطات الليبية مع خاطفي الطائرة السودانية للإفراج عن ركابها، مشيراً إلى أن الخاطفين قالا، بعد ثلث ساعة من اختطافهما للطائرة، إنهما يتبعان حركة تحرير السودان ـــ جناح عبد الواحد نور، وإن وجهتهما فرنسا ومطالبهما ستعلن في فرنسا».
وذكرت إدارة الطيران المدني السوداني أن الطائرة التابعة لشركة الطيران للرحلات الداخلية «صن إير» كانت تقلّ 87 راكباً وطاقماً من ثمانية أفراد.
وكان مدير مطار الكفرة العسكري، خالد ساسيا، قد نقل عن قبطان الطائرة قوله، إن «القراصنة.. أعلنوا أنهم ينتمون إلى جيش تحرير السودان ـــ جناح عبد الواحد محمد نور»، موضحاً أن «القراصنة أعلنوا أنهم نسّقوا (العملية) معه (نور) للانضمام إليه في باريس».
لكن نور نفى في اتصال مع قناة «الجزيرة» الفضائية أن تكون حركته متورطة في عملية خطف طائرة سودانية إلى ليبيا، منتقداً «إرهاب المدنيين».