استطلاعات الرأي تتوّج تسيبي ليفني على عرش حزب «كديما» في الانتخابات التمهيدية المقبلة، إلا أنَّ التجارب الإسرائيلية السابقة، تظهر أنَّ تلك الاستطلاعات، وخصوصاً للانتخابات التمهيدية، قابلة للتحوّل
حيفا ــ فراس خطيب
نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، استطلاعاً للرأي، تربعت فيه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، في مقدمة المرشحين لرئاسة حزب «كديما»، بنسبة 48.9 في المئة. وهي النسبة الأكبر التي حصلت عليها حتى الآن، ما يمنحها الفوز في الجولة الأولى، المتوقعة في 17 أيلول المقبل.
وحصل منافسها الأبرز، وزير النقل شاؤول موفاز على المكان الثاني بنسبة 27.9 في المئة فقط. وحصل المرشح الثالث آفي ديختر على نسبة 8.1 في المئة، بينما حصل مئير شطريت على 7.6 في المئة. وتبين أيضاً أن انسحاب ديختر وشطريت لن يغيّر من نتيجة الانتخابات، وخصوصاً أن مصوتيهما سينقسمون بين ليفني (35 في المئة) وموفاز (36 في المئة).
وخلافاً للانتخابات العامة، فإنَّ الفجوة الكبيرة الظاهرة من خلال استطلاع المنتسبين بين ليفني وموفاز هي ليست بالضرورة كبيرة على أرض الواقع، وتقترب من 8 آلاف صوت. وإمكان التحولات واردة، وهذا ما يأخذه معسكر ليفني بالاعتبار، وخصوصاً أن موفاز، خلافاً لمعسكر ليفني، يتمتع بقوة تنظيمية ميدانية قد تؤثّر على النتيجة النهائية.
أمثلة التحوّلات في الانتخابات التمهيدية الإسرائيلية كثيرة، ولعلها انتخابات حزب «العمل» لعام 2005. حينها منحت استطلاعات الرأي المكان الأول لشمعون بيريز في مقابل عامير بيرتس. لكنَّ الأخير تفوّق فعليّاً على بيريز بفعل التنظيم.
وفي السياق، أعرب وزير المال روني بار ـــــ أون، المقرب والداعم لليفني، في مقابلة مع «هآرتس»، عن قلقه من إمكان فوز موفاز برئاسة الحزب وتحوّل «كديما» إلى «ليكود ـــــ ب»، ما سيصعب عليه وعلى ليفني البقاء في صفوفه.
وقال بار أون، الذي انتقل من حزب «الليكود» إلى «كديما» في نهاية 2005: «أنا قلق هذه الأيام لأني أسمع عن مسالك تذكرني بالانتخابات التمهيدية التي لا أريد العودة اليها»، في إشارة إلى الانتخابات التمهيدية في «الليكود». وتابع: «أنا أسمع تصريحات لا تتوافق مع إقامة كديما، في ما يتعلق بصحة التسويات السياسية مع الفلسطينيين أو مع السوريين. أنا ألمس ملامح لسياسة داخلية من نوع معين في الحزب»، في انتقاد مبطن لموفاز.
وتابع بار ـــــ أون قائلاً إن «هذه ليست روح كديما منذ كانون الأول 2005 ـــــ كانون الثاني 2006. لن أكون في مكان لا تُسمع فيه آرائي. ومن الممكن أن أجبر على اتخاذ قرارت مع قدوم الأيام». وحول رد فعل ليفني في حال انتخاب موفاز، قال بار ـــــ أون إنه «إذا لم يتصل الجسم الذي هي عضو فيه مع رؤيتها، فمن الصعب عليَّ رؤيتها ملتصقة بالكرسي».
وفي إطار الأزمات الحزبية أيضاً، كشفت صحيفة «معاريف» عن خلافات مستشرية في حزب «العمل» برئاسة إيهود باراك. وأشارت إلى «ملامح تمرد» على باراك في أعقاب الاستطلاعات الأخيرة التي بشرّت بانهيار الحزب برئاسته. إلا أنّ معلقين سياسيين يؤكدون أن احتمالات استبدال باراك قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة تقترب من الصفر، لكنَّ هذا لا يمنع أنَّ «الأرض تهتز من تحته». وقال المعلق السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، إنَّ «الشعور بأن حزب العمل محجوز مع باراك حتى الانتخابات يسبب اكتئاباً صعباً في صفوف أعضائه».
ويشير مسؤولون في الحزب إلى «حالة ميؤوس منها» وإلى «اتجاه نحو الانهيار المؤكد». وهناك من يتوقع أنَّ ينال حزب «العمل»، للمرة الأولى في تاريخه، عدد مقاعد لا يتجاوز العشرة.
وقالت صحيفة «معاريف» إن أربعة من قدامى المسؤولين في «العمل»: رعنان كوهين، دافيدي ليفائي، موشي شاحل، عوزي برعام، اجتمعوا الأسبوع الماضي في سبيل إيجاد حل للأزمة العاصفة. وقال شاحل، لـ «معاريف»: «لا حل لهذه الوضعية، نحن لا نقول للجمهور الحقيقة، ولا نرفع الرايات الصحيحة». وتابع: «أنا غاضب ومكتئب، ما هي رسالتنا للجيل المقبل؟ حزب العمل يتجه نحو الإفلاس»، مضيفاً: «هناك مليون ونصف المليون يعيشون تحت خط الفقر، ولا يوجد لحزب العمل ما يقوله».
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ العلاقة أصبحت وثيقة بين الوزيرين بنيامين (فؤاد) بن اليعزر، صاحب القوة في حزب «العمل»، وعامي أيالون، الذي خسر في الانتخابات التمهيدية لمصلحة إيهود باراك. وسيعمل الاثنان على ما يبدو على بلورة صيغة لـ«إنقاذ الحزب». ويرى مسؤولون أنَّ «كل شيء أفضل من الوضع الحالي». ويضيفون: «نحن متقوقعون في التايتنك ولا نستطيع الهرب إلى أي مكان».