رامون يطالب بفصل قرى فلسطينيّة عن القدس المحتلة بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إجراءات عمليّة للشروع بهدم منزل منفذ هجوم القدس، الشهيد حسام دويات (30 عاماً)، بالتزامن مع دعوات إلى فصل القرى الفلسطينية عن المدينة المحتلة.
ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، قوله «يجب وقف الهجمات الإرهابية التي يرتكبها عرب القدس الشرقية. إذا كان علينا اللجوء إلى وسائل ردعيّة أو تدمير منازل، فسنفعل ذلك».
وقال المتحدّث باسم وزارة العدل الإسرائيلية، موشيه كوهن، «إثر طلب من الحكومة، يدرس المدعي العام للدولة مناحيم مزوز المشكلات القانونية التي قد يطرحها تدمير منازل في القدس الشرقية». وأوضح أنه ستُقدّم توصيات لاحقاً إلى الحكومة.
وبحسب الإذاعة العامة، فإن أولمرت أجرى محادثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في هذا الشأن.
ورأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيليّة، أن «إرهابي الأربعاء كان سيتخلى ربما عن ارتكاب اعتدائه لو عرف أن أسرته يمكن أن تعاقب على أفعاله».
ودعا زعيم حزب «الليكود» اليميني المعارض، بنيامين نتانياهو، إلى «اتباع سياسة قبضة حديدية لمعاقبة العنف وقمعه والتحريض عليه من الإرهابيين القادمين من القدس الشرقية». وقال «يجب أن نتحرك بحزم كبير، بما في ذلك استخدام إجراءات تشريعية ردعية».
وأعلن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون، للصحافيين، أنه «سيكون من العدل تدمير منزل إرهابي الجرافة، لكن ذلك لن يمنع وقوع الهجوم التالي». ودعا إلى فصل قريتي صور باهر وجبل المكبر الواقعتين شرقي القدس عن المدينة المحتلة وسحب الهويات الإسرائيلية من سكانهما.
ورأى رامون، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن «أحد الأسباب المركزية للسهولة في تنفيذ عملية أمس وعملية مركاز هراف هو حقيقة أن هناك قرى فلسطينية مثل جبل المكبر وصور باهر وتُسمى لسبب ما القدس». وتابع أنه «ينبغي التعامل مع القريتين كأنهما رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس». وأضاف أن «هذه قرى فلسطينية لم تكن أبداً جزءاً من القدس، وضُمّت إليها في عام 1967، لكن لم يكن أي إسرائيلي هناك ولا يقترب أي إسرائيلي إليها». وقال «لو أن الجدار العازل كان مبنياً غرب القريتين، هاتان اللتان نسميهما ضاحيتين للقدس، لكان من الصعب تنفيذ عمليات كهذه، ويحظر أن تكون بحوزة سكانهما هويات زرقاء (إسرائيلية)».
من جهته، رأى المتحدث باسم لجنة مكافحة تدمير المنازل، مئير مرغاليت، أن هذا الإجراء الموروث عن قوانين الطوارئ التي تعود إلى الانتداب البريطاني على فلسطين يمثّل «عقاباً جماعيّاً».
وفي عام 2005، أمر رئيس هيئة الأركان السابق، الجنرال موشيه يعلون، بإنهاء هذه الممارسة بعدما خلصت لجنة تحقيق عسكرية إلى أنها بدلاً من أن تمثّل عاملاً رادعاً، إنما تدفع الفلسطينيين إلى ارتكاب مزيد من الهجمات.
ومنفذ الهجوم حسام دويات (30 عاماً) كان يقيم في قرية سور باهر في القدس الشرقية. وقال قائد الشرطة الإسرائيلية، دودي كوهن، إن له سجلاً قضائياً سابقاً مرتبطاً بالمخدرات، وقد يكون تصرف على الأرجح «بشكل منفرد»، لأنه لم يكن مرتبطاً بأي منظمة فلسطينيّة مسلحة.
وقال عم دويات إنهم صدموا عندما سمعوا بما حدث. وأضاف أنه «لم تظهر عليه أي علامات على العدوانية، وأنه كان يعمل مع الإسرائيليين منذ سنوات عديدة».
وألغى وزير الشؤون الاجتماعية، اسحق هرتزوغ، المخصصات التي تمنح لعائلة دويات.
وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» بأن أسرة منفذ الهجوم أزالت، بناءً لأوامر الشرطة، خيمة العزاء التي نصبتها في سور باهر أمام منزل أحد أقربائه الذي اعتقل.
ويقيم نحو 250 ألف فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة. وهم يحملون بطاقات هوية إسرائيلية خاصة تؤمن لهم تسهيلات عديدة، بينها التنقل في إسرائيل والحصول على مساعدات عائلية وخدمات طبية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية النمساوية أن نمساوية في الرابعة والخمسين وتحمل الجنسية الإسرائيلية أيضاً، بين الإسرائيليين الثلاثة الذين قتلوا في هجوم القدس.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)