فراتيني يعرض وساطة بين تلّ أبيب وبيروت ويروّج لتفعيل أداء «اليونيفيل»وأكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس أن الموضوع اللبناني، وخصوصاً أداء القوات الدولية (اليونيفيل) في لبنان سيكون في صلب محادثات فراتيني في إسرائيل، حيث يلتقي كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، اللذين سيركزان على الوضع في لبنان والتشديد على أداء قوات «اليونيفيل» التي تقودها إيطاليا حالياً.
وأكدت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أن اولمرت وليفني سيعبّران خلال لقائهما مع فراتيني عن أن اسرائيل غير راضية عن نشاط «اليونيفيل» وأن حزب الله يعمل على إعادة بناء قوته في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
ووصفت صحيفة «هآرتس» الوزير الإيطالي بأنه صديق لإسرائيل ويحاول في هذه الأيام دفع مبادرة تقضي بزيادة الفائدة من نشاط «اليونيفيل» في لبنان في إطار التفويض الذي منحته الأمم المتحدة لهذه القوة.
وأضافت «هآرتس» إن فراتيني يعتقد أن بإمكان «اليونيفيل» أن تفعل أكثر مما تفعله حالياً في إطار تعليمات إطلاق النار الممنوحة لها من أجل أن تعمل ضد حزب الله.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن فراتيني قوله إن «إيطاليا تعتزم دفع مفاوضات سلام مباشرة بين إسرائيل ولبنان وأنها تطرح نفسها وسيطة في محادثات كهذه». وأضاف «إننا أمام نافذة فرص نادرة ونحن ملزمون باستغلالها ولا يوجد سبب يمنع إسرائيل من بدء محادثات سلام مع جيرانها وخلال ذلك مع لبنان». وقال فراتيني إنه يعتزم تمرير رسالة مشابهة إلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بصورة مباشرة وفور إنهاء تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة.
كما رحب وزير الخارجية الإيطالي ببدء محادثات سلام إسرائيلية ــــــ سورية بوساطة تركيا، وقال «إنني أدعو قادة النظام في سوريا إلى دفع المحادثات مع إسرائيل إلى الأمام لأن إسرائيل جدية للغاية في نيّاتها».
وفي ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، قال فراتيني إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور إيطاليا في نهاية الأسبوع الجاري وأن بلاده تعتزم دفع مشاريع اقتصادية وتعليمية في مناطق السلطة الفلسطينية «بهدف دفع السلام بواسطة المواطنين لا بواسطة الحكومة».
وسيجري فراتيني خلال زيارته حواراً استراتيجياً بين إيطاليا وإسرائيل هو الأول من نوعه وسيشارك فيه عن الجانب الإسرائيلي ممثلون عن وزارتي الخارجية والدفاع وشعبة الاستخبارات العسكرية و«الموساد» ومجلس الأمن القومي.
ولفتت التقارير الإسرائيلية في هذا السياق إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، نشر الأسبوع الماضي التقرير السابع عن أداء القوات الدولية في جنوب لبنان، أشار فيه إلى حوادث مُنعت فيها قوات الطوارئ من أداء مهماتها للمرة الثانية خلال شهرين.
وبحسب التقرير، «عثرت قوات الطوارئ الدولية، في الثاني عشر من أيار عام 2008، على كوابل مشبوهة مدفونة في الأرض، قريباً من بلدة عدشيت القصير. وقام جنود اليونفيل بتصوير الكوابل، إلا أن السكان المحليين في المنطقة أحاطوا بهم، وبدأوا برشقهم بالحجارة، وقاموا بتصوير الجنود أنفسهم، كما قاموا بإغلاق طريق الخروج من المكان بواسطة مركبتين.
وانتهت الحادثة المشار إليها بعدما وافق الطرفان على حذف الصور التي تم التقاطها في المكان».
(الأخبار، يو بي آي)