يحيى دبوقبقيت عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، موضع اهتمام الأوساط الإسرائيلية التي أشارت إلى تضمّن الصفقة أربع مراحل، جرى البدء بتطبيقها تدريجاً وفق الاتفاق، في ظل توقّعات بإتمامها في غضون عشرة أيام رغم الحديث عن رغبة إسرائيلية في الحصول على قدر أكبر من المعلومات عن مصير آراد.
ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الوثيقة، التي تلخص التفاهمات بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، تصل إلى عدة صفحات تضم عشرات البنود، وهي تحمل اسم «وثيقة إنسانية». ومن بين البنود الواردة في الوثيقة، توقفت «هآرتس» عند البند الذي ينص على أنه بإمكان إسرائيل إلغاء أو تأخير تنفيذ الصفقة، وذلك بناءً على التقرير الذي ستتسلّمه عن مصير رون أراد.
وتحدثت الصحيفة عن أن تنفيذ الصفقة يشمل أربع مراحل، جرى حتى الآن إنجاز المرحلة الأولى، مرحلة توقيع الاتفاق التي توفّر الغطاء الرسمي لتحريك عملية تبادل الأسرى، فيما المرحلة الثانية قيد التنفيذ، وهي المرحلة «الحساسة خصوصاً، بحسب «هآرتس»، لكونها تتضمّن تبادل التقارير بين الطرفين، بحيث يُسلم حزب الله تقريراً عن مصير رون أراد، وفي المقابل تسلم إسرائيل تقريراً عن مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة.
وكان لافتاً في هذا المجال تضارب التقارير الإعلامية الإسرائيلية من هذه المسألة، في ظل تأكيدها على أن تطبيق الصفقة متعلق بموافقة إسرائيل على التقرير بشأن آراد. فبحسب «هآرتس»، فإن التقرير النهائي لم يصل إلى إسرائيل، لكن يتوقّع وصوله في الأيام القريبة. ونقلت عن مصدر سياسي مسؤول قوله إن حزب الله نقل إلى الوسيط الألماني صيغاً عديدة من التقرير، لكن حتى الآن لم تكن كافية، والوسيط لا يزال يطلب توضيحات لقضايا عديدة.
وفيما ذكرت «هآرتس» أنه من المقرر أن تجتمع الحكومة، الأحد المقبل، من أجل دراسة التقرير، ذكرت الصحيفة نفسها في تقرير آخر لها أنه سيجري عرض التقرير وتقديرات محافل الاستخبارات بشأنه في جلسة حكومية ستُعقد عند عودة رئيس الحكومة إيهود أولمرت من باريس، يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين.
وبخصوص النقطة نفسها، ذكرت «معاريف» أن «عوفر ديكل عاد إلى إسرائيل خالي الوفاض، حيث بدا أن التقرير ليس تاماً ولا يزوِّد بدليل لا لبس فيه بشأن قول حزب الله إن آراد ليس على قيد الحياة ـــــ ولذلك لم يُنقل لإسرائيل». وأضافت «معاريف» إن «إسرائيل وجّهت، عبر الوسيط الألماني، سلسلة من الأسئلة تريد إجابات عنها. ومن بينها السؤال عن أسماء الأشخاص الذين استجوبهم حزب الله، الأسئلة التي سألهم إياها والأوقات».
أما المرحلة الثالثة، فستُنفّذ بعد جلسة الحكومة، وتشمل عملية تبادل الأسرى وجثث الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين. وبعد تسليم الجثامين، سيقوم حزب الله بتسليم الجنديين الإسرائيليين الأسيرين، إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر. بعد ذلك تسلّم إسرائيل سمير القنطار إضافة إلى 4 لبنانيين من مقاتلي حزب الله، وقعوا في الأسر خلال الحرب الثانية على لبنان، إضافةً إلى 8 جثث لمقاتلين من حزب الله أيضاً.
أما المرحلة الرابعة، فستُنفّذ بحسب «هآرتس»، بعد شهر من انتهاء المرحلة الثالثة، وهي تتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ونقلهم إلى قطاع غزة، على أن تحدد الحكومة الإسرائيلية عددهم وهويتهم.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أطلقت بدايةً على العملية اسم «تفوّق أخلاقي»، لكن بعد ذلك، ولأسباب غير واضحة، اختارت اسماً آخر هو: «وعاد الأبناء».