حيفا ــ فراس خطيبوكان تالنسكي قد أفاد خلال شهادته المبكرة أنه اعتاد على مدار سنوات ماضية، أن يعطي رئيس الحكومة مغلفات نقود، بطاقات اعتماد، ورحلات جوية واستضافات في فنادق فخمة، إضافة إلى قروض كبيرة بمئات آلاف الدولارات. وأدَّت شهادته العلنية، التي استمرت سبع ساعات في المحكمة، الى إلحاق ضرر جسيم بأولمرت سياسياً وجماهيرياً، ودفعت سياسيين كثيرين من الائتلاف والمعارضة إلى مطالبته بالاستقالة الفورية من منصبه.
في هذه الأثناء، يستعد «كديما» لإجراء انتخابات تمهيدية. وتدور معركة بين أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي طالبته بالذهاب بعد إجراء الانتخابات التمهيدية للحزب.
تصريحات ليفني جاءت في أعقاب الوضع المعقد الذي يعانيه «كديما». وتكمن الإشكالية في سؤال ماذا سيحل بمصير اولمرت بعد الانتخابات. وعلى ما يبدو، يتجه الحزب الحاكم نحو وضعية «نادرة» بمضمونها اسرائيلياً، إذ يُنتخب من خلالها رئيس حزب بدلاً من اولمرت، لكنْ من دون معرفة ما اذا كان الأخير سيتنحى عن منصبه لمصلحة الرئيس الجديد أم لا. فمن المتبع في اسرائيل أن يكون رئيس الحزب الحاكم، هو نفسه رئيس الحكومة، بينما في قضية اولمرت الأمور لا تبدو واضحة. وهنا تكمن نقطة الخلاف الأساسية بين ليفني وأولمرت.
وتدعي ليفني أن على أولمرت أن يغادر منصبه فور انتخاب رئيس جديد للحزب، بينما هو يرفض الالتزام بموعد لنهاية ولايته، مشدداً على أن قراراً كهذا يجب اتخاذه عند تحديد موعدٍ لانتخابات الكنيست.