يديعوت ـ أرييلا رينغل هوفمانبتعبير آخر: صورة وضع واضحة وتفصيلية، عمّا لدى حزب الله من أدوات لم تصدأ، ولا ترتاح، وإن كانت تتحرك بشكل أقل استفزازاً مما كانت تقوم به عشية حرب لبنان الثانية. لقد اطلع الوزراء على التعاون الوثيق بين حزب الله وسوريا وإيران، وباختصار، عدنا لنعيش في ظل الصواريخ، وعدنا لنكون رهائن، بل إن «إلى هنا وكفى»، وخاصة أولمرت، تلاشت وذابت واختفت.
صحيح أن الجيش يقول إن الصورة الاستخبارية أصبحت أكثر وضوحاً مما كانت عليه عشية الحرب، لكن كل التصريحات الأخيرة، إلى جانب البحث «الخاص» في المجلس الوزاري المصغر، تضعنا في الإحساس القديم نفس بأنهم يغطون قفاهم: وهم يجمعون أكوام من الأوراق، كي يكونوا مستعدين لمواجهة لجنة فينوغراد جديدة.
تعيش إسرائيل في منطقة تتسلح من دون انقطاع، وقدرتها على التصدي للتعاظم العسكري لحزب الله في لبنان، لحماس في قطاع غزة، للسوريين في الشمال القريب، للإيرانيين في الشمال الشرقي البعيد، للمصريين والسعوديين هي قدرة محدودة جداً.
إذن ما بقي لنا؟ احتمال واحد، هو حجز قاعة الاجتماعات (للحكومة)، تناول المعجنات وشرب العصير والتحادث. وهناك احتمال آخر، كما يصوغه أحد المشاركين في البرامج الحوارية الإعلامية: نقل الحدود إلى حيفا، وبالتالي إبعاد الكاتيوشا عن الشمال.
هناك أيضاً احتمال ثالث: الاعتراف بقيود القوة، هجر الجزء الأكبر من التصريحات، العمل بنشاط في الساحة السياسية، الاستعداد بصمت، الأمل في ألّا تحين لحظة الاختبار، وبالأساس عدم التفكير في أنكم إذا ما أظهرتم للجمهور ماذا يحصل في الجانب الآخر، فإنكم تبعدون عن أنفسكم المسؤولية.