غزة ــ قيس صفديلم يفد انتظار فلسطينيي قطاع غزة لمبعوث اللجنة الرباعية الدولية، طوني بلير، الذي قرّر في اللحظة الأخيرة إلغاء الزيارة، متذرعاً باعتبارات أمنية، وهو ما ردته الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية، وحركة «حماس»، إلى ضغوط مارستها دولة الاحتلال وأطراف أخرى لم تسمها.
وكشفت صحيفة «هآرتس» عن أن «جهاز الشاباك (الإسرائيلي)، وفي اللحظة الأخيرة، قام متعمداً بنقل معلومات خطيرة جداً تفضي إلى أن هناك جهات في غزة ستعمل على محاولة اغتيال بلير». وقالت إن مكتب بلير تعامل مع الإنذار الإسرائيلي بكل جدية، وخصوصاً أن جهاز «الشاباك» أكد أن «التهديد حقيقي». ونقلت مصادر إعلامية عن مكتب بلير إن الزيارة أُلغيت بسبب تلقيه «تهديداً أمنياً». وقالت متحدثة باسم بلير إنه «سيكون تصرفاً غير مسؤول إذا زار قطاع غزة، لأن في ذلك تهديداً»، معربة عن أملها أن تجري الزيارة في المستقبل، من دون تحديد موعد لاحق.
وقالت حكومة هنية، على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، إن «الاحتلال الإسرائيلي مارس ضغوطاً كبيرة حتى نجح في منع بلير من زيارة القطاع كي لا يتسنى له الاطلاع على حجم الكارثة بسبب الحصار الظالم وانعكاساته ونتائج الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في غزة».
واتهم النونو أطرافاً أخرى، لم يسمها، بأنها «مارست الضغوط ذاتها حتى لا يطلع بلير على مستوى الإدارة والتنظيم والأمن في القطاع، إذ اتخذت الحكومة كل التدابير والإجراءات الأمنية لتأمين زيارته». وكانت الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة هنية قد نشرت من ساعات الصباح الباكر عناصرها بكثافة في شمال القطاع لتوفير الأمن للمسؤول الدولي ومرافقيه، علماً بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» هي من نسقت للزيارة مع الحكومة التي تديرها «حماس» لا اللجنة الرباعية.
وقالت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، إن «الزيارة تعني ـــــ إذا تمت ـــــ اعترافاً دولياً بفشل سياسة الحصار، في مقابل نجاح الحركة في التمسك بمواقفها السياسية الرافضة للاعتراف بالاحتلال أو التخلي عن المقاومة».
في هذا الوقت، عاد التراشق الإعلامي بين حركتي «حماس» و«فتح» ليعكس تباعد فرص استئناف الحوار بين الجانبين. ورأى أبو زهري أن حديث حركة «فتح» عن الحوار هو مجرد «ادعاءات وتلاعب بالألفاظ»، مستهجناً تصريحات رئيس الكتلة البرلمانية لـ«فتح»، عزام الأحمد، التي هاجم فيها «حماس» ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.
وكان الأحمد قد حمل بشدة على حركة «حماس»، التي قال إنها «لا تريد الصلح، ولا تريد المقاومة ولا تريد أي شيء، بل تعمل من أجل تأسيس إمارة إسلامية في فلسطين». ووصف مشعل بـ«الكاذب»، ورأى أن اللقاء مع قادة الحركة الإسلامية «خيانة وتشجيع وتكريس الانقسام»، مشدداً على أن «أي اجتماع مع حماس هو خيانة في ظل الانقسام وفي ظل حكومتين، وهو تكريس للحكومتين».