دعا الملك السعودي عبد الله، خلال افتتاح مؤتمر ديني في مدريد أمس، الزعماء الدينيين في العالم إلى الابتعاد عن الأصولية، وتبني روح المصالحة، فيما شدّد في مقابلة صحافية على ضرورة «تحرير العراق» من التدخلات الأجنبية. وقال عبد الله، أمام المؤتمر الذي رعته السعودية وهدفت من ورائه إلى تعزيز الروابط بين الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام: «علينا أن نخبر العالم بأنّ الاختلافات يجب ألّا تقود إلى النزاعات»، مضيفاً أن «المآسي التي خبرناها على مرّ التاريخ، لم تكن خطأ الدين، بل بسبب الأصولية التي تبناها بعض أتباع كل الديانات، والأنظمة السياسية».
وحضر المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، عدد من رجال الدين اليهود المعروفين شأن الحاخام الإيرلندي ـــــ الإسرائيلي دايفيد روزن، الذي لاقى ترحيباً حاراً، رغم أنّه لم يدرج على لائحة الضيوف لكونه إسرائيلياً بل يهودياً.
كذلك حضرت شخصيات مثيرة للجدل شأن الحاخام دايفيد ويس، الذي تعارض مؤسسته «ناتوري كارتا» قيام إسرائيل، مشيرةً إلى أنّها انتهكت بقيامها قانون الدين اليهودي. وكان من المفترض أن يُلقي كلمة أمام المؤتمر، ولكن المنظمين قالوا إنّ الخطط قد تغيّرت، ومن غير المعلوم إذا كان سيخاطب الحضور في مدريد.
في المقابل، خاطب الملك الإسباني خوان كارلوس الحضور، قائلاً: «لطالما كنا مهتمين في تقوية السلام، والحوار والتعاون على المستوى الدولي»، فيما رأى رئيس الطائفة الكاثوليكية في الأردن، الأسقف نبيل حداد، الذي يشارك في المؤتمر أيضاً، أنّ اللقاء يوفر فرصة نادرة لتقوية الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات الثلاث.
وقد أعلنت السعودية أنّ المؤتمر سيكون دينياً صرفاً، ولن يجري تناول القضايا الساخنة، كالحرب على العراق والنزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي والأزمة النووية الإيرانية أو ارتفاع أسعار النفط.
لكن الملك السعودي أجرى مقابلة مع صحيفة «لا ريبابليكا» الإسبانية، نقل خلالها مواقفه من العراق وفلسطين. وشدّد على أنّ «العراق بحاجة حقاً إلى أن يحرّر نفسه من التدخلات الخارجية، كي يحصل على أمنه واستقراره ويحتفظ بسيادته وكرامته». وانتقد المعاملة الإسرائيلية للفلسطينيين والسياسة الاستيطانية، وقال: «إسرائيل تستمر بسلب ممتلكات الفلسطينيين، وتبني مستوطنات جديدة، وتفرض جميع أشكال القيود الظالمة على الفلسطينيين، ومن ضمنها الحصار وتجاهل القواعد الدولية والمبادئ الأخلاقية».
(أ ب)