علي حيدركشف المستشار السياسي لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق عامير بيرتس، حجاي الون، أمس أنه «منذ اليوم الأول كان واضحاً للجميع في المؤسسة الأمنية أن الجنديين (الأسيرين في لبنان) لن يُعادا إلا عبر مفاوضات مريرة وطويلة مع حزب الله، ولكن لا أحد في القيادة كان يملك شجاعة قول ذلك للجمهور». وأكد أن «كل الأحاديث عن الخروج للحرب من أجل إعادتهما كانت خدعة»، مشيراً إلى أن أحد الضباط الذين شاركوا في المداولات في مكتب بيرتس اقترح الشروع فوراً في مفاوضات «كي لا يكون لنا رون أراديون آخرون».
وأفاد ألون أن محفلاً من الخبراء اقترح على بيرتس «وضع قوات احتياط كبيرة في الجولان، بحيث يدرك (الرئيس السوري بشار) الأسد أنه لا يستطيع القول إنه لا علاقة له بالحرب، وأن هدف الخطة كان أن يؤدي ذلك إلى وقف تسلح حزب الله على أيدي السوريين وإلى الدفع باتجاه مسار سياسي على أساس مبادرة السلام العربية. لكن رئيس الأركان، دان حالوتس، رفض الاقتراح بدعوى أن الجيش غير جاهز للتصدي على جبهة إضافية».
وأوضح الون أن هؤلاء الخبراء تولّوا مسؤوليات كبرى سابقاً في المؤسسة الأمنية وفي وزارة الخارجية، ومنهم رئيس الأركان الأسبق أمنون شاحاك، والألوية المتقاعدون ديفيد عبري وعبري سغيس وداليا رابين، والمدير العام الأسبق لوزارة الخارجية، ديفيد كيمحي، والسفير آفي بريمور وبيني ميدان ومسؤول رفيع المستوى في «الشاباك».
وروى الون أنه «للمرة الأولى علم بيرتس باستخدام الجيش الإسرائيلي للقنابل العنقودية، بعدما طلبت فرنسا وألمانيا وإسبانيا خرائط انتشار القنابل العنقودية للتأكد من أن رجالها في جنوب لبنان لن يصابوا بالأذى». وأضاف إن «المحافل المسؤولة في الجيش الإسرائيلي رفضت تسليمه الخرائط كي تخفي حقيقة أنها أطلقت على مناطق مأهولة ذخيرة نقلتها أميركا إلى إسرائيل في ظل التعهد بعدم استخدامها إلا في أوضاع الخطر الوجودي».
وقال ألون إن «بيرتس فوجئ بسماع ذلك، ولكن لم يتخذ أي إجراءات ضد المسؤولين». وأكد أيضا أن إصابة البارجة «حنيت» في حرب لبنان الثانية كانت «أخطر مما هو معروف، ذلك أنها كشفت مكان السفن الحربية وشلت خطة المعركة على مدى نحو 12 ساعة».