رفعت «حماس» سقف مطالبها في صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط. 1000 أسير فلسطيني هو الرقم الجديد الذي وضعته الحركة الإسلامية، مستندة بذلك إلى صفقة تحرير الأسرى التي نجح حزب الله في إبرامها
غزة ــ قيس صفدي

نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن مسؤول في حركة «حماس» إعلانه أن المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح جلعاد شاليط «جمّدت». وقال إن «حركة حماس فهمت أنّ إسرائيل لا تنفذ ما التزمت به بحسب اتفاق التهدئة، ولم تفتح المعابر لإدخال البضائع الى غزة، لذا، فإنَّ التنظيم لا يرى جدوى من استمرار المفاوضات مع إسرائيل». وأضاف أنَّه لا يتوقع أن يسافر وفد «حماس» إلى القاهرة قريباً لاستئناف المفاوضات.
وتابعت الصحيفة أن مصادر فلسطينية قالت إن «حماس» ليست معنية بإظهار ليونة في هذه الآونة، وتحديداً في ما يتعلق بقضية شاليط، بعدما «حقّق حزب الله إنجازاً ذا معنى في صفقة التبادل الأخيرة مع إسرائيل. وقالت المصادر، لـ«هآرتس»، إن «إطلاق سراح (عميد الأسرى سمير) القنطار دفع حماس نحو التصميم على إطلاق ألف أسير، غالبيتهم شاركوا في عمليات انتحارية».
في هذا الوقت، أشار رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، في مهرجان احتفال الجامعة الإسلامية بتخريج الفوج السابع والعشرين تحت عنوان «مواجهة الحصار»، إلى أن المهرجان يتزامن مع صفقة تبادل الأسرى «المشرفة» التي عقدها حزب الله مع دولة الاحتلال والتي تكللت بخروج القنطار، متوجهاً إلى لبنان قيادة وشعباً والأسرى المحررين وجثامين الشهداء بالتحية والتقدير.
وخاطب هنية الأسرى في سجون الاحتلال قائلاً: «لا محالة، سيأتي الوقت للاحتفال بالنصر والتحرير بالإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي البالغ عددهم أكثر من 11 ألف أسير وأسيرة». وشدد على أن صفقة حزب الله تمهّد الطريق واسعاً أمام الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لتحقيق الانتصار ذاته بالإفراج عن المئات من الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال، مجدداً التمسك بمطالب صفقة التبادل في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير.
وكان هنيّة قد قرّر منح القنطار جواز سفر دبلوماسيّاً فلسطينيّاً إكراماً وعرفاناً له. وقال إن القنطار «فدائي بطل قدم عمره من أجل فلسطين وحريتها».
بدوره، نفى وزير الداخلية في الحكومة المقالة، سعيد صيام، الأنباء عن نيّة «حماس» سحب ملف شاليط من يد مصر وتسليمه إلى الوسيط الدولي، الألماني غيرهارد كونراد. وقال إنه «لا بديل من مصر وسيطاً في صفقة شاليط المرتقبة»، مشيراً إلى أن «الراعي الوحيد لصفقة تبادل الأسرى بيننا وبين الإسرائيليين جمهورية مصر العربية».
ورأى صيام أن «ما تردد من أنباء عن إيجاد وسيط إلى جانب مصر، جاء بعد نجاح صفقة حزب الله، في الوقت الذي يتعطش فيه الشعب الفلسطيني لتحرير أسراه من سجون الاحتلال الإسرائيلي». وقال إن «بعض الأصوات بدأت تتحدث عن ضرورة إيجاد راعٍ للإسراع في هذا الأمر، ولكن هذا غير مطروح في مؤسسات حركة حماس».
إلى ذلك، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في افتتاح جلسة الحكومة أمس، على ضرورة إعادة شاليط حيّاً. وقال: «سنفعل كل شيء لإعادة جلعاد شاليط حياً ومعافىً». وأضاف أنه بعد طقوس استقبال جثمانَي الجنديين الإسرائيليين إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر العائدين من لبنان، اتصل بعائلة شاليط وأكدّ لوالديه، نعوم وأفايفا، أنه «سيفعل كل شيء من أجل إعادته سالماً». وتابع: «لدينا التزام أخلاقي لإعادة جنودنا إلى البيت، هكذا قلت لعائلة شاليط. هذا ليس سهلاً، ولكننا لن نهدأ ولن نسكت حتى إعادته الى البيت».
وتطرق أولمرت، لدى افتتاحه اجتماع الحكومة، إلى صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله. وقال إنه لم يكن لدى إسرائيل دليل قاطع على أن الجنديين الأسيرين لدى الحزب كانا ميتين. وأضاف: «ولذلك، اعتقدنا أنّ واجبنا يملي علينا العمل انطلاقاً من أنهما حيّين وإعادتهما إلى البلاد»، مشيراً إلى أن موضوع تبادل الأسرى مع حزب الله كان «محل نقاش شعبي، لكن هناك قضايا صعبة ومعقدة تتعلق بالثمن المناسب أن تدفعه الدولة».
وأضاف أولمرت: «أعتقد أن ثمة لحظة نفكر خلالها بكل المركبات الأخلاقية وبالالتزام تجاه الجنود الذين نرسلهم إلى المعركة، ونفكر أيضاً بمجموعة القيم التي هي أساس القوة الأخلاقية وإن اعتقد الآخرون أنه ضعف». وتابع: «إن إسرائيل من الممكن أن تكون فخورة بالصفقة التي عقدتها مع حزب الله... وإنكان الثمن باهظاً، إلا أنه أثبت أن إسرائيل لا توفر جهداً لإطلاق أسراها».