الحسكة | اقتربت «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة تل أبيض في ريف الرقة، معقل «داعش»، بعد سيطرتها على 20 قرية في ريف المدينة. «الوحدات» وبمؤازرة «البشمركة» وفصائل عدّة في «الجيش الحر»، أبرزها «لواء ثوار الرقة» تمكّنت من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، والسيطرة على هذه القرى مستفيدةً من القصف الجوي العنيف لـ«طائرات التحالف».
كذلك واصلت «الوحدات» تقدّمها في المنطقة المتداخلة جغرافياً بين ريفي عين العرب (كوباني) وتل ابيض، مسيطرة على ما يزيد على 30 كم بين المدينتين آخرها تلة استراتيجية في محيط معمل «لافارج» للإسمنت وقرية كوركي والشلبية بعد اشتباكات عنيفة. تقدّم «الوحدات» واجهه «داعش» بدفع تعزيزات إضافية إلى مدينة تل ابيض وريفها لوقف زحف خصومه باتجاه المدينة، مستعيناً بعناصر من دير الزور ومدينة الرقة. المعلومات الواردة تؤكد أنّ «داعش» يخطط لشن هجمات على بلدة تل تمر في ريف الحسكة الغربي انطلاقاً من جبل عبد العزيز بهدف السيطرة عليها، ومهاجمة مدينة رأس العين لقطع طرق إمداد «الوحدات»، ومنعها من تحقيق أهدافها بربط الحسكة بعين العرب، وهذا ما أكدته التعزيزات الكبيرة التي استقدمها منذ يومين من الرقة وعين عيسى باتجاه الشدادي وجبل عبد العزيز. وهذا التحرك قوبل بتعزيزات من «الوحدات» نحو تلك المناطق لصدّ أي هجوم متوقع للتنظيم بهدف تخفيف الضغط عن مقاتليه في ريفي تل أبيض وعين العرب. مصادر ميدانية أكدت أنّ «سبب تقدم الوحدات السريع يعود لتنسيق مطلق مع التحالف الدولي في شنّ غارات تمهيدية للمناطق التي تهاجمها الوحدات»، لافتاً إلى أنّ «مدفعية البشمركة وطبيعة المنطقة السهلية ومعرفة مقاتلي الوحدات بجغرافية المكان عوامل مكّنتهم من تحقيق انتصارات سريعة ومتتالية». إلى ذلك كشف مصدر في «الوحدات» لـ«الأخبار» أنّ «الوحدات تمكنت من السيطرة على أكثر من 250 قرية في ريف كوباني من أصل 360 كان قد دخلها التنظيم منذ منتصف أيلول الماضي»، مؤكداً أنّ «الوحدات استعادت خطوط الدفاع السابقة في معظم الجبهات قبل هجوم داعش».
كما أكد أنّ استعادة كافة القرى بات قريباً بعد توالي هزائم «داعش» و«المعنويات العالية لمقاتلينا»، مضيفاً أنّ «الوحدات مصرّة على فتح طريق كوباني (عين العرب) باتجاه سري كانيه (رأس العين) مروراً بكري سبي (تل أبيض) لإنهاء الحصار على كوباني وفتح طريق إمداد من الجزيرة إليها». وكانت «الوحدات» الكردية قد تمكنت منذ يومين من السيطرة على الطريق الدولي حلب ــ الحسكة من جهة مدينة عين العرب. إلى ذلك يكثّف تنظيم «داعش» من حركة تنقلات عناصره بين ريفي الحسكة والرقة، مركّزاً قوات وحواجز جديدة له في بلدة العريشة (30 كم جنوب مدينة الحسكة) تحسباً لأي تقدم للجيش السوري قد يستهدف استعادة السيطرة على فوج الميلبية وبلدة العريشة، فيما استهدفت طائرات «التحالف الدولي» معسكرين للتنظيم في قريتي أبو فأس ورويشد في ريفي الحسكة ودير الزور، مع تدميرها بئرا نفطية في قرية كبيبة في ريف الشدادي. بموازاة ذلك تمكّن الجيش السوري من صد محاولة تسلل لـ«داعش» من محور سبع سكور في ريف الحسكة الشرقي مع معلومات عن وقوع إصابات في صفوفهم.