«علينا أن نتعامل مع الواقع كما هو... الناس (الثوار المعتدلون) الذين دعمناهم لم يكونوا أقوياء بما يكفي للسيطرة على الأرض ضد جبهة النصرة»، لذا و«من دون قيادة مركزية قوية أو حتى اتفاق بين اللاعبين الإقليميين على أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة هي عدو، لن يكون لدى المعتدلين سوى فرصة صغيرة في أن يصبحوا قوة قادرة على البقاء، سواء ضد (الرئيس السوري بشار) الأسد أو ضد المتطرفين»... قبل أسابيع قليلة فقط لم يتوقّع أحد أن يخرج هذا الكلام من السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد. ففورد الذي طالما اعتبر «عرّاب المقاتلين المعتدلين» والذي بقي حتى الأسابيع الماضية يطالب بتسليحهم ويدافع عنهم، تراجع فجأة عن موقفه الداعم. وبعيد سلسلة من الاجتماعات مع زعماء «الثوار» في تركيا، أوضح فورد في مقابلة مع موقع «ماكلاتشي دي سي» الإخباري، سبب تغيّر موقفه، منتقداً أداء «الثوار المعتدلين»، ومعترفاً بأنهم «مفككون وغير جديرين بالثقة لكونهم يتعاونون مع الجهاديين».

وشرح السفير السابق الذي غادر الإدارة العام الماضي أن «جزءاً من المشكلة هو أن الكثير من الثوار، ومن يديرونهم في تركيا وقطر، أصروا على أن جبهة النصرة هي وليدة بيئة محلية وأنها قوة سورية معادية للأسد، في حين أنها في الواقع تابعة لتنظيم القاعدة وأيديولوجيتها لا تختلف عن تلك التي يتبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية»، والجزء الثاني من المشكلة هو أن «بعضاً من معدّاتنا سرّبت لهؤلاء (النصرة)».
وقدّر فورد عدد «الثوار المعتدلين» الآن بأقل من 20 ألف مقاتل، قائلاً إنّهم غير قادرين على المهاجمة، وحالياً، هم «يخوضون في أغلب الأحيان معارك دفاعية».
فورد كرّر موقفه من تأييده إرسال قوات عسكرية بريّة ــ ليس بالضرورة أميركية ــ للقتال في سوريا، لكنه نصح خاتماً بأنه «إن لم ينجح الأمر، فحينها لا بدّ أن نغادر ونقول إنه لا يمكننا فعل أي شيء بخصوص سوريا».
وذكر موقع «ماكلاتشي دي سي» أنه خلال ندوة الشهر الماضي، حضرها معارضون سوريون بارزون، بدأ فورد حديثه مطالباً بأن «لا يخرج ما سيقوله للملأ». ومن ثم، انطلق السفير الأميركي السابق في اتهام الثوار المعتدلين، قائلاً إنهم يستطيعون أن ينسوا الحصول على مساعدة خارجية ما داموا مستمرين في التعاون مع جبهة «النصرة».
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنّ الاتفاق الأميركي التركي لتدريب «المعارضة المعتدلة» وتسليحها، يشكل استمراراً للمسار السابق في سوريا «بدعم أولئك الذين يرغبون في الحصول على أهدافهم بالقوة». وأضافت أن «الهدف المعلن عن قيام المقاتلين المعتدلين بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي يبدو مشكوكاً فيه، ويتضح أنه بعد كل شيء لا يزال كالسابق يجري تجاهل الجيش السوري الذي يعتبر القوة الحقيقية في مواجهة الإرهابيين».
(الأخبار)