أخذت الحماسة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى حدّ التغنّي بالنزف الحاصل في لبنان من جرّاء هجرة الشباب الجامعيين والعمالة الماهرة، فقال إن «لبنان يتمتع بأهم طاقة لإطلاق الاقتصاد في عصرنا، وهي الطاقة البشرية»، داعياً إلى دمج كل الإيجابيات بـ «هندسة تولّد مجتمعاً أفضل»، وأشار إلى «أن ثروة اللبنانيين في لبنان والمهجر تقدر بـ 300 مليار دولار، فيما تقدّر ميزانيات المصارف اللبنانية في لبنان والخارج بـ110 مليارات».ربما جاءت هذه الحماسة بسبب المناسبة التي كان يتحدّث فيها خلال تخريج 149 طالباً من حملة الإجازة والماستر من الجامعة الأنطونية بفروعها الحدث ـــــ بعبدا، البقاع والشمال، فخاطب هؤلاء بالقول: «المستقبل ملككم، لكن الوقت يحتسب عليكم لتبلغوا قوس القزح»... وبدت هذه العبارة كمن يحذّر الشباب من عدم الهجرة باكراً وسريعاً، من أجل زيادة الثروة اللبنانية.
ولم يكتف سلامة بذلك، بل ساق جملة مؤشّرات وإنجازات «سياسة الاستقرار النقدي»، إذ ارتفعت رسملة بورصة بيروت من 13 مليار دولار في نهاية 2007 إلى أكثر من 16 مليار دولار في نهاية أيار 2008، كما تحسنت أسعار العقارات خلال عام 2008 ما بين 30 و40 في المئة، ولجم التضخم المستورد أكثر من 15 % من القدرات الشرائية للبنانيين»، معتبراً «أن الحد من الهجرة وتحسين القدرة الشرائية يتطلّبان إصلاحات بنيوية تعيد الثقة إلى المستثمرين».