القدس المحتلة ــ أحمد شاكربعدما استنفدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الطرق لمواجهة المقدسيين وتهويد مدينتهم في ظل رفضهم الخضوع للابتزازات والإملاءات، توجهت إلى طريقة جديدة للتنغيص على سكان القدس المحتلة في سبيل إجبارهم على الرحيل عنها.
وعلى مدى سنوات الصراع، استخدمت سلطات الاحتلال طرق فرض الضرائب الباهظة على المقدسيين وهدم البيوت بدعوى عدم الترخيص والبناء المخالف والاعتقالات العشوائية والابتزازات المالية، لإجبار سكانها الفلسطينيين على ترك منازلهم والهجرة إلى الخارج أو إلى مدن الضفة الغربية.
لكن هذه المرة الطريقة مختلفة، إذ يقول مواطنون مقدسيون لـ«الأخبار» إن سلطات الاحتلال أطلقت عدداً كبيراً من الجرذان من عشرات الأقفاص الحديدية في أحياء عديدة في القدس القديمة، كأحياء سوق اللحامين وباب خان الزيت وحوش الشاويش وعقبة السرايا وأحياء أخرى.
وأوضح المواطن المقدسي، أبو أحمد، لـ«الأخبار»، أن «هذه الطريقة الجديدة تستهدف الوجود العربي في المدينة المقدسة، وهي ضمن عشرات الطرق التي استخدمها الصهاينة من أجل إخضاعنا وابتزازنا كي نسلم الأوراق للمحتل، ونرحل عن أرضنا وأرض أجدادنا».
وأضاف أبو أحمد، الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته، خشية تعرضه للملاحقة أن «هذه الجرذان تتكاثر بشكل كبير جداً ولا تؤثر فيها الأنواع المعروفة من السموم، ما بات يمثّل خطراً كبيراً على سكان هذه الأحياء». وأكد رئيس الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، الدكتور حسن خاطر، أن بلدية الاحتلال «تقصر متعمدة في مكافحة هذه الجرذان ومعالجة هذا الموضوع»، مشيراً إلى أن «هذه الجرذان خرّبت ممتلكات عدد كبير من منازل المقدسيين القاطنين في هذه الأحياء ومتاجرهم».
وأشار خاطر إلى أن هذا الفعل «يهدف إلى ترحيل أهل القدس وتهجيرهم»، مطالباً بضرورة تسليط الضوء على هذه الكارثة الخطيرة الجديدة. وأوضح أن السلطات الإسرائيلية تسارع في وتيرة تهويد مدينة القدس حيث هدمت أكثر من 3100 منزل داخل القدس الشرقية.
وفي السياق، طالبت لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، السلطة والعرب والمسلمين بضرورة «العمل الجاد والفاعل والسريع لإنقاذ المقدسيين ومنازلهم وعقاراتهم وممتلكاتهم ومحالهم التجارية من أساليب التهجير التي تعتمدها سلطات الاحتلال، وآخرها الجرذان، وتقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لهم حتى يعينوهم في صمودهم وثباتهم على أرضهم وفي ديارهم».
بدورها، أكدت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أهمية التصدي لمخططات السلطات الإسرائيلية المستهدفة للأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس، مشددةً على أن العمل الميداني المتواصل والسريع المترافق مع الذهاب للمحكمة الإسرائيلية هو أحد الأسس الرئيسية في نجاح عملها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأوقاف والمقدسات في الداخل الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى.
من ناحيته، أكد رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، الشيخ رائد صلاح، أنه في ظل مواصلة المؤسسة الإسرائيلية مصادرة «أوقافنا والاعتداء عليها، فإن الحل الوحيد لنصرة الأوقاف والمقدسات أن نكون موجودين وعاملين وجادين ومخلصين ومشمّرين عن سواعدنا ومجتهدين، أن نصون أوقافنا ومقدساتنا في ضوء سياسة العمل المتواصل بلا توقف».
وأضاف صلاح، لـ«الأخبار»: «كلما أسرعنا وبذلنا جهدنا لرفع الظلم عن مقدساتنا، نجحنا في صيانة هذه المقدسات، فنحن مطالبون بأن نعمل فوراً بلا تردد ولا تلعثم بمنتهى الحكمة من جهة والجرأة من جهة أخرى، ومن خلال أدوات مشروعة وواضحة».