اختلط الأمن بالسياسة خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في منزل الأخير في القدس المحتلة، ولا سيما أنه تزامن مع ما ادّعت إسرائيل أنه هجوم جديد بجرافة، حاول خلاله سائق فلسطيني دهس سيارات فقتله رجال شرطة إسرائيليون، فيما كان أبو مازن يهدّد بسحب قوات الأمن الفلسطينية من نابلس في حال استمرار الحملات العسكرية. وقال مسؤولون إسرائيليون إن سائق جرافة فلسطينياً، من إحدى قرى الضفة الغربية المحتلة، «صدم سيارتين». وأضافوا: «أطلق مدني، شهد ما يجري، النار عليه. ومضت الجرافة في طريقها. واستمرت دورية لشرطة الحدود في إطلاق النار إلى أن قتل الإرهابي».
وقالت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية إن 16 شخصاً على الأقل أصيبوا، أحدهم إصابته خطيرة. وعقب الهجوم، ضربت الشرطة طوقاً حول الجرافة الصفراء ووضعت جثة السائق في داخلها.
وفي تعليق على الهجوم، قال عباس، من منزل بيريز، إنه «يدينه ويرفضه». وأضاف: إن مثل هذه الحوادث «تضرّ بسمعتنا وبالسلام بشكل عام». وتابع: «بالرغم من مرور الوقت والمصاعب والعقبات، إلا أن هناك نهاية لهذا الصراع الطويل».
أما بيريز، فقال بعد مراسم استقبال رسمية لعباس، «أنا واثق تماماً من حل المشاكل. وأشعر بأن الجانبين يؤمنان بأنه ليس هناك بديل للسلام».
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أكد عباس أن الفلسطينيين يخوضون «مفاوضات صعبة وشاقة مع الجانب الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «نتيجة هذه المفاوضات ستعرض على الشعب الفلسطيني للاستفتاء». وأوضح «أن هناك عقبات تعترض طريق المفاوضات، أهمها وأكثرها صعوبة الاستيطان الذي ترفضه كل دول العالم ما عدا الحكومة الإسرائيلية... إضافة إلى عقبة الحواجز المنتشرة في أرجاء الضفة الغربية، وكذلك الاجتياحات المتكررة للمدن والقرى الفلسطينية».
وتابع أنه سيبلغ «الجانب الإسرائيلي بأن استمرار القوات الإسرائيلية بالاقتحامات والاجتياحات والإهانات لقوات الأمن الفلسطينية سيؤدي إلى انسحاب القوات الفلسطينية ولتتحمل إسرائيل مسؤولياتها».
وكان مسؤولون في «فتح» قد نقلوا عن عباس تهديده بسحب قوات الأمن الفلسطينية من نابلس، في حال استمرار عمليات التوغل الإسرائيلية في المدينة واعتقال العشرات فيها.
بدورها، انتقدت حركة «حماس» اللقاء بين عباس وبيريز. وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن «هذا اللقاء استمرار للقاءات العبثية التي لا يستفيد منها إلا الاحتلال الإسرائيلي، وهي توفر الغطاء لاستمرار الجرائم الصهيونية بحق شعبنا واستمرار تهويد القدس وبناء المستوطنات».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)