رام الله ــ أحمد شاكريبدو أن أمن الضفة الغربية يشغل السلطة الفلسطينية في الأونة الأخيرة. وبعيد تهديد الرئيس محمود عباس بسحب قواته من نابلس، كان الموضوع محور اجتماع رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، فيما عرضت إسرائيل عفواً عن المزيد من مقاومي «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، في مقابل إلقائهم السلاح.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن باراك تعهد خلال لقائه فياض في القدس المحتلة تقديم دعم مادي إلى السلطة الفلسطينية إلى جانب المفاوضات السياسية شريطة بقاء ضمان الأمن للإسرائيليين.
ونقلت المصادر عن باراك قوله لفياض «إلى جانب سعينا لتقدم المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، نحن نرى أهمية عليا لدعم الازدهار الاقتصادي الفلسطيني مع بقاء ضمان الأمن للإسرائيليين». وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن من أهم القضايا التي أثارها باراك أمام فياض إقامة مؤسسات تعزز القانون والنظام في الأراضي الفلسطينية.
وسبق تصريحات باراك تهديد من جانب فياض بتراجع السلطة الوطنية عن الخطة الأمنية في المدن الفلسطينية في الضفة إذا ما واصلت اسرائيل أعمالها العدوانية في تلك المدن. وقال إنه عند «الوصول لنتائج ملموسة وتحسن ملحوظ في الوضع الأمني شهد له المواطن، فإن إسرائيل تعمل خلافاً لما هو متفق عليه في خريطة الطريق»، متسائلاً عن جدوى العمل بالخطة الأمنية في ظل التدخل الإسرائيلي في مناطق السلطة.
وفي السياق، أبلغت إسرائيل السلطة الفلسطينية استعدادها للعفو عن 24 مطلوباً من عناصر «كتائب شهداء الأقصى». وقالت الإذاعة الإسرائيلية إنه سيسمح لأربعة من هؤلاء المطلوبين بالتنقل بصورة حرة داخل المناطق الفلسطيينية وخارجها، بينما يسمح للآخرين بالتنقل في المنطقة المصنفة (أ) (الخاضعة لسيطرة السلطة) كما ستشطب أسماؤهم من قائمة المطلوبين.
في هذا الوقت، من المقرّر أن يبدأ وفد برلماني فلسطيني من حركة «حماس» في قطاع غزة، برئاسة رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر، جولة خارجية نهاية الأسبوع الجاري تشمل دولاً عربية وإسلامية لشرح تداعيات الحصار على قطاع غزة.
إلى ذلك، حذّر مدير عمليات وكالة الغوث «الأونروا» في قطاع غزة، جون جنج، من أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد تدهوراً والفقراء يزدادون فقراً بعد شهر من التهدئة ووقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال، في مؤتمر صحافي، إن «مجمل ما يدخل من مواد ووقود إلى قطاع غزة الآن هو 25 في المئة فقط ممّا كان يدخل في مثل هذا الوقت من العام الماضي».