يديعوت ـ غيورا آيلندترمز صفقة تبادل الأسرى إلى انقضاء حرب لبنان الثانية. كل شيء قيل والعبر استخلصت والمسؤولون استُبدلوا والجيش عاد للتدرب والحكومة تحاول أن تتبع نهجاً أوضح في اتخاذ القرار المهمة. ثمة شعور بأننا سننجح أكثر إذا اضطررنا إلى خوض حرب لبنان الثالثة. حقاً؟ التطور الذي طرأ عندنا يختزله تطور الطرف الثاني. فنحن لا نملك بعد رداً على الصواريخ، فيما يملك حزب الله صواريخ بكميات أكبر مما كان لديه عام 2006، والأهم أن مدى الكثير منها يتيح له مواصلة القصف وإن احتللنا كل المنطقة الواقعة بين الحدود ونهر الليطاني.
لذلك، فإن وضعنا لم يتحسن من الناحية التكتيكية. إلا أن هذه ليست المشكلة الرئيسية. المشكلة الرئيسية كانت قائمة في الحرب السابقة، وهي تتلخص في الإجابة عن سؤال: من هو العدو؟
لقد أعلنت إسرائيل الحرب على العدو غير الصحيح، ولذلك لم تنتصر. لا يمكن الانتصار على منظمة عصابات فعالة تعمل من داخل دولة أخرى وتتمتع بتأييدها الكامل، فيما تبقى هذه الدولة محصنة في وجه أي رد إسرائيلي.
إذا كانت هذه أيضاً هي مميزات الحرب المقبلة، فسنخسر. سنخسر لأننا سنوافق على المشاركة في لعبة تخدم قواعدها الجميع: حزب الله، الحكومة اللبنانية، الأمم المتحدة وفرنسا، لكنها لا تخدمنا نحن.
ما هو الواقع في لبنان فعلاً؟ الواقع هو أن حزب الله ومناوئيه ينسقون الأمر جيداً بينهم بحيث يأخذ هو دور «الأشرار» وتبدو حكومة لبنان في مظهر «الأخيار». وفي حالة الحرب، فإنه «يحل» لإسرائيل أن تحارب «الأشرار» فقط، من دون أن تمس بمصالح «الأخيار». كي لا نتمكن من محاربة دولة حزب الله بشكل ناجع، اهتم اللبنانيون بوضع دمى في مناصب مهمة تبدو كأنها تحافظ على مصالح دولة لبنان (المهمة كثيراً للغرب). لذلك، ليس مسموحاً التعرض لدولة لبنان في سياق محاربة حزب الله.
الشيء الوحيد الجيد الذي حصل في الحرب الأخيرة هو الضرر الذي لحق بسكان لبنان. إن هدم آلاف البيوت التي يعيش فيها «أبرياء» ينجح في الحفاظ على شيء من الردع الإسرائيلي. السبيل الوحيدة لمنع حرب أخرى هي أن نوضح أنه إذا نشبت، فسوف يُدمر لبنان. ليس فقط حكومة لبنان ستخشى من ذلك، بل إن حزب الله، أيضاً، المعني جداً بشرعيته سيحجم إذا فهم أن هجومه سيفضي إلى دمار يثير السكان عليه.
يجب على إسرائيل أن توضح ذلك قبل كل شيء لأصدقائها. أجدى السبل للإقناع قول الحقيقة، والحقيقة أننا غير قادرين على هزيمة حزب الله ما ظلت تؤيده دولة لبنان. لهذا، إذا حصل اعتداء جديد من جانب لبنان، فلن يكون بوسع إسرائيل سوى محاربة الدولة التي تشجع فعلياً هذا العدوان.