لم تُرسَل «اليونيفيل» لتوزيع الحلوى على الأطفال أو إحصاء مخالفات السيريحيى دبوق
رأى المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، دان غيلرمان، أمس، أن جنود القوات الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل) لا تقوم بما هو مطلوب منها، وتوفر أرضية صالحة لجولة عنف جديدة بين إسرائيل وحزب الله، مشدداً على وجوب إيجاد وسيلة ما للسيطرة على الحدود اللبنانية ــــ السورية منعاً لتهريب السلاح إلى لبنان. وأضاف غيلرمان، الذي تولى منصبه هذا لمدة ست سنوات متتالية، أن «الأمم المتحدة فشلت في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، القرار الذي عُدّ إنجازاً إسرائيلياً، إذ على قوات اليونيفيل أن تكون أكثر استعداداً وعدوانية في ملاحقة حزب الله، وفي كشف مخازن الأسلحة التابعة له وتشخيصها، وعليها أن تعمل من دون الاعتماد على الجيش اللبناني المتواطئ مع الحزب».
وهزئ غيلرمان، في مقابلة صحيفة مع «جيروزالم بوست» بمناسبة انتهاء ولايته، من أداء القوة الدولية في لبنان، مشيراً إلى أنه «لم تُرسل اليونيفيل لتوزيع الحلوى على الأطفال أو لإحصاء مخالفات السير، بل أرسلوا لتنفيذ مهمات محددة بوضوح وهم لا ينفذونها، أي إنهم عملياً يهيئون الأرضية للمواجهة المقبلة»، مشدداً على أنه «من مصلحة اليونيفيل، ولأجل سلامتهم الخاصة، أن يكونوا أكثر وقاية وأن يلاحقوا حزب الله ويعملوا على إيجاد أسلوب ما للسيطرة على الحدود اللبنانية ــــ السورية».
وعن الجهود التي بذلتها إسرائيل لدفع الأمم المتحدة لتكون أكثر حزماً في مواجهة حزب الله، قال غيلرمان إن «الحكومة الإسرائيلية قامت بجهد موحّد لإقناع قيادة الأمم المتحدة بضرورة اتخاذ موقف أكثر حزماً لمواجهة عدم تطبيق جنود اليونيفيل القرار 1701».
وتحسّر غيلرمان على القرار 1701 الذي رأى فيه «إنجازاً دبلوماسياً كبيراً»، مشيراً إلى أن إسرائيل، رغم أنها «لم تحقق نصراً حاسماً على أرض المعركة، إلا أن القرار الذي أنهى الحرب أدى أيضاً إلى إيجاد عوامل غيّرت الوضع الميداني بشكل دراماتيكي، وإيجاد وضع جديد في جنوب لبنان، لكن القرار المفترض أن يضع حداً لأعمال حزب الله، ويمنعه من إعادة تسليح نفسه، لم يُطبّق وأصبح الحزب أفضل مما كان عليه قبل الحرب».
وعن البنود الأخرى الواردة في القرار، قال غيرلمان إن «القرار 1701 فرض أيضاً حصاراً على شحنات الأسلحة إلى الميليشيات في لبنان، أي إلى حزب الله، وهو ما يُعدّ إنجازاً ضخماً، لكنه أيضاً لم يُطبّق، وللأسف طالب القرار بالإفراج الفوري عن الأسيرين الإسرائيليين الداد ريغف وإيهود غولدفاسر لكنهما عادا بعد عامين في تابوتين، ما يعني أن القرار غير مرض ومخيب للآمال، لكن عوامل تطبيقه ما زالت موجودة.. وإذا ما اندلعت حرب أخرى في لبنان، وقد يكون هناك حرب بالفعل، فإن اللائمة ستلقى على الأمم المتحدة لأنها أرسلت قواتها إلى هناك وصاغت القرار، وفي النهاية لم ينتج منه شيء».
وفي إطار ردها على كلام غيرلمان، قالت مصادر مسؤولة في قوات «اليونيفيل»، لصحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، إن «القوات الدولية ألفت مثل انتقادات غيرلمان، لكنها لم تتلقّ أي اعتراض رسمي (إسرائيلي) على طريقة عملها وتنفيذها مهماتها»، بل إن أحد مسؤولي «اليونيفيل» أشار للصحيفة إلى أن «القوات الدولية تلقّت رسائل تقدير أخيراً من إسرائيل ولبنان، تشكران فيها حسن تطبيق مهماتها وعملها ضد حزب الله في جنوب لبنان، لكن هذه الانتقادات نقرأها في الصحافة، إلا أن أحداً لم يقدّم شكوى رسمية تتعلق بالموضوع».
وأشارت «جيروزالم بوست» إلى أن ضباطاً في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أقل انتقاداً من غيلرمان لأداء «اليونيفيل»، ونقلت عن بعضهم قولهم إن إسرائيل «أفضل بكثير مع اليونيفيل منها من دونهم».

أحد الأمور التي استمر في قولها للأمين العام بان كي مون وآخرين هي أن التطبيق (القرار 1701) يعود لهم. إن من اتخذ القرار هو مجلس الأمن، ولا يمكن لمجلس الأمن أن يتحمل كونه مجرد ورقة إضافية، لأنه في نهاية المطاف، عندما يكون هناك اشتعال جديد (للجبهة) مع لبنان، ومن المحتمل جداً أن يحصل ذلك، فإن اللوم سيقع على الأمم المتحدة لأنها أرسلت هذه القوات إلى هناك، واتخذت قراراً وفي النهاية لم ينتج من ذلك شيء».