بعد التطور الذي شهده الأداء الأميركي من الملف النووي الإيراني، تحاول إسرائيل التأثير على مضمون تقرير الاستخبارات الأميركية، الذي يتوقع نشره في تشرين الثاني المقبل، عبر إقناعها بأن إيران تواصل مشروعها النووي
علي حيدر
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن الاستخبارات الأميركية تقدّر حالياً أن إيران جددت المسارات المرتبطة بإنتاج قنبلة نووية، بعدما أفادت في تقريرها السابق بأن طهران أوقفت مشروعها النووي العسكري عام 2003.
وتحاول إسرائيل، في هذا الإطار، التأثير على مضمون التقرير المقبل. وأعرب عدد من المسؤولين الإسرائيليين عن رضاهم حتى الآن من التقرير، الذي لا يزال في طور الإعداد، لكونه يشير إلى أن إيران استأنفت مشروعها العسكري. ولكن «هآرتس» أوضحت أن «إسرائيل لا تعلق آمالاً مبالغاً بها في قدرة مسؤوليها على التأثير، وخصوصاً أن الإدارة الحالية في نهاية ولايتها». كما أوضح مسؤولون إسرائيليون أن المشكلة الأساسية تبقى تخصيب اليورانيوم، في حين أن التقرير لا يبدو سيوصي باستخدام القوة لإحباط المشروع النووي الإيراني.
وأشار مصدر سياسي للصحيفة إلى أن «السلك الوظيفي في المؤسسة الأمنية الأميركية يفحص كل معلومة نعطيهم إياها بحذر». وأضاف أن إسرائيل مهتمة في هذه المرحلة أيضاً بالاطلاع على آخر التطورات عن قرب في ضوء التغيير الذي شهدته سياسة الإدارة تجاه إيران.
ويأتي هذا الكلام في أعقاب مشاركة نائب وزيرة الخارجية الأميركية، نيكولاس بيرنز، في اللقاء الذي عقد مع رئيس طاقم المفاوضات الإيراني سعيد جليلي. وأشارت «هآرتس» إلى أنه منذ اللقاء نُقلت إلى إسرائيل تقارير من الإدارة الأميركية عن هذه المحادثات، وأن مضمون الرسالة الأميركية لإسرائيل يفيد بأنه «إذا لم تردّ إيران بإيجابية على الاقتراحات الغربية، فإن الولايات المتحدة ستعمل بكل قوتها لدفع جولة رابعة من العقوبات على إيران في مجلس الأمن».
وأوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية لجهات في إسرائيل أنه في هذه المرحلة لا نيات لإرسال بيرنز مرة أخرى للقاء مع الإيرانيين، وخصوصاً أنه «يوجد شكوك حقيقية تجاه رغبة الإيرانيين بالاستجابة للرزمة التي قدمت لهم عبر المجموعة الدائمة في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي».
إلى ذلك، أوضح رئيس أركان جيش الاحتلال، غابي أشكنازي، أن هدف زيارته لواشنطن هو «فهم الرؤية الأميركية للمواضيع والمشاكل في الشرق الأوسط» وأن حضوره في واشنطن يمثّل فرصة مناسبة «للتوضيح لهم كيف نرى الأمور». وخلص إلى أن الطرفين الأميركي والإسرائيلي ينظران إلى الأمور «بتطابق»، مشدداً على «عدم وجود خلافات».
وتعليقاً على معارضة رئيس الأركان الأميركي، مايكل مولن، شن هجوم عسكري على إيران، قال أشكنازي: «إن إسرائيل تفضل إيجاد حل دبلوماسي للتهديد النووي الإيراني، ولكن ينبغي أن نستعد لكل السيناريوات».
والتقى أشكنازي مولن، ونائب الرئيس ديك تشيني ومسؤولين آخرين، حيث تركزت مباحثاته على المشروع النووي الإيراني، إضافة إلى ملفات إقليمية. وقلد مولن، أشكنازي، وسام تقدير من الجيش الأميركي خلال مراسم عسكرية رسمية في وزارة الدفاع الأميركية.
وأوضح الجيش الأميركي أن الوسام الذي قُلِّدَ لأشكنازي يأتي تقديراً لـ«إسهاماته المميزة في الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط، وإسهاماته في الحفاظ على أمن إسرائيل، وجهوده لتعزيز العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي».
يُشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، ووزير المواصلات شاؤول موفاز، سيزوران الولايات المتحدة في الفترة المقبلة لمناقشة الملف الإيراني.