أسطورة عمر الشيشاني العسكرية انتهت. الرجل الذي تحوّل إلى واحد من أبرز أعمدة تنظيم «الدولة الإسلاميّة» باتَ خارج المشهد بعد تعرّضه لإصابة بالغة قبل حوالى شهرين، في أوج معارك عين العرب (كوباني). وعلمت «الأخبار» أنّ الشيشاني قد أصيب بشظايا خلال المعارك العنيفة، وتركّزت إصابته في منطقة الحوض. وأحاط «داعش» النبأ بتكتّم تام، وحاول إخفاءه حتى عن مقاتلي التنظيم، باستثناء قلّة كانت مشاركةً في المعركة.
مصدر «جهادي» أكّد لـ«الأخبار» أنّ «إسعاف الشيخ عمر في منطقة المعارك لم يكن ممكناً بسبب ضراوة الاشتباكات، وقد تمّ نقله على عجل خارج محيط المعارك». وقال المصدر، الذي كان مشاركاً في معارك عين العرب قبل أن يفر من صفوف «داعش»، عائداً إلى قريته في ريف حلب الغربي إنّ «المعلومات التي وصلت إلى المجاهدين الذين علموا بإصابة الشيخ حينَها أكّدت أنّه على قيد الحياة، وأنّ إصابته من النوع المتوسط، ولن يلبث أن يعود إلى قيادة المعارك». ووفقاً للمصدر، فقد «أوصي المجاهدون بكتمان الخبر حرصاً على سير المعارك». وتالياً لذلك «تحوّلت التوصيات إلى تهديدات بحق كل من يفشي أنباء إصابة الشيخ، في ظلّ سؤال الإخوة الدائم عنه وإصرارهم على معرفة أحواله». المصدر أكّد في الوقت نفسه أنّ «المعلومات المتوافرة حول مصير الشيخ متضاربة؛ ثمّة من أكّد أنه نال شرف الشهادة، فيما أفادت معلومات أخرى بأنّه على قيد الحياة لكنّه بات عاجزاً عن الحركة».
يُعتبر الشيشاني (طورخان باتيرشفيلي) من أبرز الأسماء التي تصدرت المشهد في الحرب السورية. دخل سوريا عبر تركيا في أواخر 2011 بغية «الجهاد ضدّ الروس وحليفهم البعثي الذي لا يختلف في كفره عن الشيوعيين». في آذار 2013 شكّل باتيرشفيلي «جيش المهاجرين والأنصار»، وعُرف حينها بلقب «عمر القوقازي»، ثم استبدل اللقب بالشيشاني. في نهاية تشرين الثاني 2013 اختار الشيشاني «مبايعة أبو بكر البغدادي» (راجع «الأخبار»/ العدد 2284)، فيما فضّل صلاح الدين الشيشاني الانفصال برفقة 800 من «مجاهدي القوقاز في سوريا»، واحتفظوا لأنفسهم باسم «جيش المهاجرين والأنصار»، وهو اليوم العماد الأساس لـ«جبهة أنصار الدين»، إحدى أبرز المجموعات المقاتلة في ريف حلب.