علي حيدرحذّر وزير المواصلات الإسرائيلي، شاؤول موفاز، من «توجّه (فلسطيني) لتحويل القدس إلى بؤرة للإرهاب»، مطالباً بانتهاج سياسة جديدة تقوم على هدم بيوت «المخربين» الفلسطينيين من سكانها ممن ينفذون عمليات ضد إسرائيل وإلى طردهم وعائلاتهم منها، فيما جدّد نائب رئيس الحكومة، حاييم رامون، دعوته إلى تقسيم المدينة المحتلة من خلال التخلي عن الأحياء العربية فيها.
وفرضت التطورات الأمنية التي شهدتها مدينة القدس المحتلة نفسها على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية، أمس، خلال اجتماعها الأسبوعي، حيث ناقشت تداعيات سلسلة العمليات التي نفذها مقاومون فلسطينيون من سكان المدينة في الأشهر الأخيرة داخلها وسبل مواجهة هذه الظاهرة.
وكانت المدينة مسرحاً في آذار الماضي لعملية إطلاق نار نفذها مقاوم فلسطيني من سكان جبل المكبر الواقع ضمن الحدود الشرقية للمدينة، وكذلك لعمليتي دهس بجرافتين خلال الشهر الجاري نفّذها مقاومان أحدهما من حيّ صور باهر الواقع في الجزء نفسه من المدينة المحتلة.
وفيما شدّد موفاز، خلال جلسة الحكومة، على ضرورة السعي إلى وضع «خطة عمل توفّر رداً صحيحاً على هذا التهديد»، وصف رامون «من يعتقد أن مشكلة القدس والإرهاب هي مشكلة موضعية وهدم بيت هنا وبيت هناك سيساعد» بأنه «يضع رأسه في الرمل».
ورأى رامون، الذي دعا في السابق إلى التخلي عن الأحياء العربية في المدينة، أن «السؤال المركزي هو هل تريد الحكومة الإسرائيلية (الضاحيتين في القدس الشرقية) جبل المكبر وصور باهر، جزءاً من دولة إسرائيل أم لا».
يذكر أن إسرائيل كانت قد سنّت قانوناً في أعقاب احتلال القدس الشرقية في حرب عام 1967 يقضي بفرض القانون الإسرائيلي على القدس الشرقية والقرى الفلسطينية المحيطة بها.
وأضاف رامون أن «من يريد أن يكون مسار الجدار العازل شرقي صور باهر فإنه يكرّس عملياً بقاء القدس دائماً مع إرهاب وقتلة ومخربين سيأتون من بين 175 ألف فلسطيني لا يربطهم شيء بإسرائيل». ورأى أن حكومة «الليكود»، برئاسة أرييل شارون، اتخذت خطوة جريئة حين أقامت الجدار العازل غربي شعفاط وقرية عقاب، إلا أنها أخطأت حين لم تفعل المثل مع جبل المكبر وسور باهر.
وكرر رامون موقفه الداعي إلى فصل قرى وأحياء تعد اليوم جزءاً من القدس الشرقية عن مركز القدس الذي يشمل البلدة القديمة وأحياءً قريبة منها. وقال إن هذه «مصلحة إسرائيلية». ورأى أن الأحياء والقرى المقدسية «تشكل خطراً على كون عاصمة إسرائيل مدينة يهودية وصهيونية».
وقدّم رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، خلال الاجتماع الحكومي، عرضاً أمنياً عن الوضع داخل المدينة المحتلة، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نجحت منذ بداية عام الجاري في تفكيك 12 مجموعة «إرهابية» في القدس الشرقية، موضحاً أنه بالرغم من ذلك نُفذت خلال هذه الفترة ست عمليات قتل فيها 13 إسرائيلياً.
ولفت ديسكين إلى ظاهرة «نزوح» تشهدها الأحياء الفلسطينية التابعة بلدياً للقدس إلا أنها تقع شرقي الجدار العازل، وقال إن «السكان الفلسطينيين الذين يحملون بطاقة هوية إسرائيلية يسعون للانتقال إلى الشطر الغربي من الجدار من أجل الحصول على الخدمات البلدية التي لا تتمكن بلدية القدس من توفيرها لمن يقطنون شرقي الجدار». وأشار رئيس «الشاباك» إلى أن هذه الظاهرة تؤدي إلى خلوّ أحياء كاملة تقع شرقي الجدار من سكانها، وإلى تولد «فراغ سلطوي» فيها، موضحاً أن هذه المنطقة ليست في أيدي الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية لا تنشط فيها أيضاً، محذراً من تحوّلها، في ظل ذلك، إلى مكان للاتجار بالسلاح ولنشاط متزايد لحركة حماس.