لم تخفت وتيرة الحملة الأمنية المتبادلة بين «حماس» و«فتح»، رغم الحديث عن نيّة القاهرة استضافة حوار بين الطرفين، إذ تواصلت حملات الاعتقالات بين الطرفين، وسط حرب كلاميّة تبدو معها فرص الحوار ضئيلة
رام الله، غزة، القاهرة ــ الأخبار
شنّت الأجهزة الأمنية، التابعة لسلطة الرئيس محمود عباس، حملة اعتقالات واسعة في مدن نابلس ورام اللّه وطولكرم، طالت 50 من عناصر «حماس». وقالت الحركة الإسلامية إن «حملات الاعتقال تركزت في نابلس، وطالت أئمة المساجد والأسرى المحرّرين من سجون الاحتلال والسلطة وأقاربهم، وطلبة من الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح». وأشارت إلى وجود «تنسيق أمني بين أجهزة الأمن الإسرائيلية وأجهزة الأمن الفلسطينية».
في المقابل، قال مصدر مسؤول في «فتح»، رفض الكشف عن اسمه، إن «حملة الاعتقالات ضد أبناء الحركة من جانب أجهزة الأمن التابعة لحماس، طالت العشرات ليصل عدد المعتقلين إلى المئات منذ مساء الجمعة الماضي».
وفي إطار حرب الإعلام، رفض المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، اقتراح عباس تأليف لجنة محايدة للتحقيق في أحداث غزة الأخيرة. وقال إنه «لا حديث عن تأليف لجنة، بل الحديث عن إجراءات أمنية صارمة لفرض الأمن».
في المقابل، اتهم وزير الخارجية والإعلام في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، رياض المالكي، «حماس»، «بتقويض مبادرة عباس، والعمل على تدمير المشروع الوطني من أجل تحقيق هدفها بإنشاء إمارة إسلامية بنظام بوليسي في قطاع غزة». وقال، في مؤتمر صحافي في رام اللّه، إن «ما يجري في غزة هو نتيجة صراع داخلي في الجناح العسكري لحماس، استفادت منه لتمرير خطتها بإقامة نظام الحزب الواحد ونظام بوليسي، يخيف ويبطش بكل من يختلف معها في الرأي».
وأمام حال التوتر الميداني والسياسي، شكّكت مصادر من «حماس» في إمكان تحقيق مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني، الذي تستعد مصر لتوجيه الدعوات إلى عقده، أي نتائج في ظل «استمرار أبو مازن في محاولة إقصاء حماس عن المشهد السياسي وتحميلها مسؤولية التدهور الراهن في الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة المحتل».
وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إن القاهرة لم تحدد موعداً لعقد هذه المحادثات، التي ينتظر أن تشارك فيها قيادات تمثل 14 فصيلاً وتنظيماً فلسطينياً. وتنتظر القاهرة وصول وفد من «حماس» اليوم لبحث آخر التطوّرات في القطاع.
إلى ذلك، قال مسؤول فلسطيني مطلع إن مصر ستوجه خلال أيام قليلة دعوات إلى كل الفصائل الفلسطينية تمهيداً لإطلاق حوار فلسطيني ـــــ فلسطيني برعاية جامعة الدول العربية. وأضاف إن «الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيكون على اطلاع تام بهذه التحركات»، مشيراً إلى أن «الجهود المصرية ستكون تمهيدية لتهيئة الأمور أمام الجامعة العربية لرعاية الحوار ما بين الفصائل الفلسطينية، وتحديداً بين حركتي فتح وحماس استناداً للمبادرة اليمنية».