من الملاحظ أنّ معظم القواعد المهمة تقع في بغداد، أو عند تخومها، بينما تضمّ محافظة الأنبار أهم القواعد إطلاقاً، وأبرزها قاعدة «عين الأسد»، قرب حديثة، التي هبط فيها الرئيس جورج بوش عند زيارته للأنبار في آب من العام الماضي.وتبرز «عين الأسد» إعلامياً، لأنها تمثّل «النقطة الوسط» بين إسرائيل وإيران، ما دفع إلى الترويج إعلامياً أنّ في الإمكان استخدامها أو الاستعانة بخدماتها، في حال التفكير في توجية ضربة عسكرية إلى إيران، حتّى إن تقارير تحدّثت عن أنّ طيارين وخبراء إسرائيليين زاروا القاعدة وأجروا تدريبات فيها للغاية نفسها.
ويعمل في هذه القاعدة الواقعة في الصحراء الغربية، 17 ألف عسكري ومدني، وتبلغ مساحتها 49 كليومتراً مربعاً. ولا تختلف الحياة فيها عن الحياة في أي مدينة أميركية تقريباً، وقد جرى تخصيص 7.4 ملايين دولار لبناء سور محكم حولها، و39 مليون دولار لإنارة مدارج الطائرات، ولبناء برج مراقبة حديث، ولربط خطوط كهرباء القاعدة بخطوط الضغط العالي العراقية.
وفي المناطق القريبة من «عين الأسد»، توجد قواعد بلد والبغدادي وصلاح الدين والفلوجة وغيرها.
وفيما تركّز قوات الاحتلال اهتمامها في الشمال على قاعدتي حرير وكركوك، فقد اختيرت إحداهما (المرجَّح أن تكون قاعدة حرير) في سهل أربيل، لتكون مركز العمليات الشمالية.
وعلى مقربة من الحدود الإيرانية في وسط العراق، توجد قاعدة «الانكواندا» الضخمة في الكوت، وهي مكلفة بشكل خاص ضبط الأمن عند حدود واسط مع إيران، إضافة إلى وحداتها المتوزّعة في مختلف مدن واسط. وإلى الجنوب منها قاعدة «طليل الإمام علي» في الناصرية، وهي من القواعد الضخمة المسؤولة عن السيطرة على الجنوب، إلى جانب قاعدة «كوبر» في البصرة، التي تُعد بدورها من أكبر وأهمّ القواعد. وإضافةً إلى القواعد العسكرية في العراق، تخطّط الولايات المتحدة للسيطرة الدائمة على الجزء الشمالي من الكويت (1600 ميل مربع، من أصل ما مجموعه 6900 ميل مربع)، لاستخدامه قاعدةً لتجهيز القوات المحتلة في بلاد الرافدين، ومنطقة استراحة درجة أولى لساكني المنطقة الخضراء في بغداد. ويلاحَظ أنّ القواعد الأساسية التسع أو العشر، خضعت لمواصفات خاصة من ناحية التحصينات، بينما تلحق بكل منها «غرف عمليات» تتوزع في المناطق المحيطة، وهي أيضاً أشبه بالمدن، ومحاطة بمجموعة من المتعهّدين الذين يرفدونها بالتجهيزات لغرض إدامة الصلات مع الوسطاء من العراقيين.