استئناف المفاوضات غير المباشرة وضغوط لرعاية أميركيّة... أو فرنسيّةعلي حيدر
بدأت سوريا وإسرائيل أمس جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة في تركيا، بمشاركة مستشارَي رئيس الحكومة الإسرائيلية، يورام طوربوفيتش وشالوم ترجمان. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر مطلعة قولها إن «دمشق مهتمة بتكثيف المحادثات قبل مغادرة إيهود أولمرت منصبه، من أجل الوصول إلى وضع يكون فيه خليفته معنياً بمواصلة المحادثات». وتضيف المصادر نفسها أن السوريين معنيون بضم ممثل أميركي إلى المفاوضات، وأنه في هذه الحال فقط يمكن الانتقال إلى المحادثات المباشرة.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل وتركيا لا تزالان تحاولان إقناع الإدارة الأميركية بإيفاد ممثل، حتى على مستوى منخفض، إلى المحادثات التي تجري هذا الأسبوع. ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن سوريا وإسرائيل «تدرسان إمكان ضم ممثل أوروبي إلى المحادثات».
وقدرت مصادر إسرائيلية أن «سوريا يمكن أن توافق على المحادثات المباشرة من أجل ضم ممثل أوروبي لا أميركي إلى المفاوضات».
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن سوريا تدرس إمكان ضم ممثل فرنسي، وخاصة في ظل التقارب بين الدولتين في الأسابيع الأخيرة، فضلاً عن كون فرنسا الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «رغبة إسرائيل بالتوصل إلى السلام جدية جداً، لذلك نأمل أن تنتهي العملية في الوقت المناسب إلى مفاوضات ثنائية مباشرة، بهدف الوصول إلى نتائج مهمة».
أما «هآرتس» فنقلت من جهتها عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن «سوريا قامت في الأيام الأخيرة بأعمال ميدانية تشير إلى جديتها بشأن المحادثات في إسرائيل»، من دون أن تفصح عن طبيعة هذه الأعمال، لكنها أشارت إلى أنه يمكن رؤيتها بالعين.
ونقلت الصحيفة نفسها عن رئيس الوزراء إيهود أولمرت «ارتياحه للخطوات السورية على الأرض، التي يرى فيها إشارات إيجابية بشأن النيات السورية في المفاوضات». كما يرى أولمرت، بحسب «هآرتس»، «أن سوريا ستصل إلى نقطة حسم استراتيجية، حيث سيكون عليها الاختيار بين مواصلة الاتصالات مع إسرائيل، وعلاقاتها مع إيران وحزب الله».
وكان أولمرت قد اتهم، خلال مثوله أول من أمس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، جهات في إسرائيل بأنها «تحاول إجراء اتصالات غير رسمية مع السوريين». وعبّر عن أمله «ألا يحدث ذلك... لكن يجري فقط عبر المفاوضات».
وأفاد موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني بأن أولمرت لا يقصد القنوات ذات الصلة، كما فعل في الفترة الأخيرة المدير العام لوزارة الخارجية السابق ألون ليئال، «بل خصومه السياسيين». وأوضحت مصادر سياسية على صلة بالاتصالات مع السوريين، للموقع نفسه، أن «أولمرت يقصد سياسيين رفيعي المستوى، يبدو أنهم أرسلوا للرئيس السوري عبر قنوات مختلفة أن من المجدي الانتظار قليلاً، إلى حين استبدال رئيس الحكومة، وربما إلى ما بعد الانتخابات العامة، لأنه يمكن أن يتوصل معهم إلى اتفاق سلام بين الدولتين».
ولفت موقع «يديعوت أحرونوت» إلى سابقة في هذا المجال «عندما أجرت شخصيات يسارية اتصالات مع الفلسطينيين، تم خلالها التوصل إلى ما عُرف باتفاق جنيف، إبان فترة رئاسة أرييل شارون للحكومة، الذي اتهمها بأنها تجري هذه الاتصالات من وراء ظهر الحكومة».
يُشار إلى أن إذاعة جيش الاحتلال نسبت إلى السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، قوله خلال حوار مع جمعية «من أجل السلام الآن» الأميركية المقربة من حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، إن على تل أبيب الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة من أجل تحقيق السلام.
ونقلت «هآرتس» عن أولمرت ومستشاريه وصفهما تصريحات مصطفى بأنها «مهمة جداً».
لكن السفير السوري نفى في حديث لقناة «الجزيرة» الفضائية القطرية أن تكون لدى سوريا أي نية لتقديم تنازلات لإسرائيل على غرار زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس المحتلة عام 1977 التي تمخض عنها اتفاق كامب ديفيد. وأكد الدبلوماسي السوري أن على إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة إن كانت لديها رغبة بالسلام.
ورأى مصطفى أن أمام إسرائيل «فرصة لصنع السلام، ليس فقط مع سوريا ولبنان»، بل مع العالم العربي، مشيراً إلى أن سوريا هي بمفهوم معين بوابة لهذا العالم، وأنه «إذا أرادت إسرائيل حقيقةً السلام مع العالم العربي، فهي بحاجة لأن تفهم أن المطالب الشرعية السورية ترتكز على الأرض في مقابل السلام».