محمد بديرنقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن أحد الأسباب لعدم حصول تقدم في مفاوضات التبادل مع «حماس» بشأن الجندي الأسير جلعاد شاليط هو الأزمة السياسية الداخلية التي تعاني منها إسرائيل.
وأوضح المصدر أن «كلاً من حماس والوسيط المصري يدركان أن الحكومة الإسرائيلية، التي نجحت بصعوبة في التوصل إلى التصويت على إقرار صفقة (تبادل) أكثر بساطة مع حزب الله، ستجد صعوبة في ظل وضعها الراهن في المصادقة على صفقة معقّدة جداً مع حماس». وأضاف المصدر «كل الأطراف تدرك ذلك، ولذلك يصعب جداً إنهاء القضية». وتابع «إن مصر تتمتع حالياً بتأثير كبير على حماس، ولكن من دون استعداد إسرائيلي فإن الصفقة لن تتقدم». وبعد أسابيع من التأخير وتأجيلات عديدة، وصل أمس إلى القاهرة وفد من حركة «حماس» لأجل استئناف مفاوضات التبادل بوساطة وفد من المخابرات المصرية. وكان الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني قد توصّلا إلى تفاهم بتسريع عملية التفاوض في أعقاب سريان التهدئة بين قطاع غزة وإسرائيل، إلا أن «حماس» أجّلت إرسال وفدها المفاوض إلى مصر مرات عديدة بحجة أن إسرائيل لم تلتزم ببعض بنود التهدئة، ولا سيما منها المتعلقة بفتح المعابر إلى القطاع.
وكانت مصادر فلسطينية قد أشارت إلى أن وفد «حماس» «يحمل ردوداً من الحركة تجاه بعض القضايا المحددة مثار النقاش». وأوضح المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، أن مباحثات الوفد، الذي سيضم اثنين فقط من قادتها في الداخل والخارج، ستتضمن كذلك استيضاح مواقف القاهرة حول بعض القضايا.
وأعلنت «حماس»، في أعقاب عملية التبادل الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، أنها لا تنوي التراجع عن مطلبها بإطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني، بينهم 450 محدّدون بالأسماء، في مقابل الجندي الإسرائيلي الذي تحتجزه. ووافقت إسرائيل حتى الآن على إطلاق سراح سبعين أسيراً ممن حددتهم «حماس» في لائحة سلّمتها إلى الدولة العبرية. إلا أن «هآرتس» أشارت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، مستعد لتليين المعايير المعتمدة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار التبادل. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إن «أولمرت يعتقد بأن ثمة مساحة لإبداء المرونة في موضوع لائحة الأسرى التي قدّمتها حماس، إلا أنه يرغب أيضاً في مرونة مقابلة من جانب الحركة».
ومعروف أن دفع اتفاق تبادل مع «حماس» قدماً في إسرائيل يواجه معارضة قوية من رئيس الشاباك، يوفال ديسكين، ورئيس الموساد، مائير داغان. ويبدي المسؤولان الأمنيان اعتراضهما على إطلاق سراح أسرى «أيديهم ملطخة بالدماء»، رغم أن ديسكين خفّف من حدة موقفه أخيراً وأعرب عن موافقته على إطلاق عدد قليل ممن ينطبق عليهم هذا المعيار شريطة ترحيلهم إلى قطاع غزة.