وفد الحركة في القاهرة لبحث التهدئة... ولا مكان للحوار أو لقاء عبّاس غزة ــ قيس صفدي
القاهرة ــ الأخبار
صعّدت حركة «حماس» من لهجتها ضد سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية، وحذرت من «انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية على الاحتلال ووكلائه الأمنيين»، رداً على حملات اعتقال نشطائها. وتزامن ذلك مع تهديد القيادي في الحركة محمود الزهار من وصفهم بـ«المنفلتين، ومن اختاروا طريق تفجير العبوات الناسفة»، بـ«العقاب الشديد والتعليق على أعواد المشانق».
وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إن «التداعيات المترتبة على استمرار الاعتقالات وتصاعدها في الضفة لن تؤدي إلا إلى انتفاضة جديدة على الاحتلال ووكلائه الأمنيين»، داعياً الفلسطينيين في الضفة إلى «مواجهة عمليات الاستهداف للمقاومين التي تجري بالتنسيق مع الاحتلال». ورأى أن «استمرار هذه الاعتقالات إلى جانب تورط التيار المنفلت في مجزرة غزة، وجه ضربة كبيرة لجهود المصالحة الفلسطينية».
واتهم أبو زهري السلطة «بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، بإشراف المنسق الأمني الأميركي كيث دايتون، بغية اجتثاث حماس من الضفة الغربية». كما هاجم فصائل منظمة التحرير لانحيازها إلى حركة «فتح»، ووصفها بأنها «لا ترى الأمور إلا بعين واحدة».
بدوره، برر محمود الزهار رد فعل «حماس» عقب «انفجار البحر» يوم الجمعة الماضي، واصفاً عمليات الاعتقال ودهم المؤسسات بأنها «إجراءات قانونية». وتوعد بإغلاق ومنع المؤسسات المدنية الخاصة التي لا تعمل بمهنية. وقال: «عندما يقوم نادٍ رياضي مثلاً بتجميع بعض الناس للتحضير لتفجيرات فيصبح هذا النادي غير مهني. وبالتالي منع هذه المجموعات تصبح ضرورة وطنية ومدنية».
وكان الزهار قد هدّد في وقت سابق أمس من وصفهم بـ«المنفلتين، ومن اختاروا طريق تفجير العبوات بأبناء شعبهم، بالعقاب الشديد والتعليق على أعواد المشانق»، في وقت أطلقت فيه الأجهزة الأمنية الموالية لـ«حماس» عدداً كبيراً من نشطاء «فتح»، بعد ثبوت عدم تورطهم في «انفجار البحر»، غير أن «فتح» لم تؤكد ذلك.
وعن وصول وفد «حماس» إلى القاهرة أمس، استبعد الزهار أي لقاء بين الوفد والرئيس عباس، قائلاً إن «لقاء عباس ليس على الجدول ولا أحد من فتح». وأوضح أنه «ليس للزيارة أي علاقة بما يسمى دعوة عباس للحوار»، مشيراً إلى أن هذه الدعوة «تأتي من باب العلاقات العامة، ولصرف الأضواء عن الجريمة الحقيقية التي ارتكبت بتوجيه من رام اللّه». ولفت إلى أن الوفد سيبحث في «ملفات قديمة مثل التهدئة، ومعبر رفح، وصفقة تبادل الأسرى».
ويجتمع غداً رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مع وفد يمثل قيادات «حماس» في الداخل والخارج، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الحركة الإسلامية وإسرائيل. ويضمّ الوفد عضو المكتب السياسي محمد نصر، وعضو القيادة السياسية جمال أبو هاشم، فيما كان يفترض أن يصل الرجل الثاني في «حماس» موسى أبو مرزوق من دمشق.
وعقد الوفد «الحمساوي»، أمس، سلسلة من الاجتماعات التمهيدية مع مساعدين للواء سليمان. وقالت مصادر مصرية وفلسطينية إن زيارة وفد «حماس»، التي تأتي بطلب من الجانب المصري، ليس لها علاقة بملف الحوار الوطني الفلسطيني، ومع ذلك فقد يطلب من مصر والجامعة العربية إيضاحات لفكرة إطلاق الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة.
ميدانياً، استشهد الطفل الفلسطيني حماد حسام موسى (9 سنوات)، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات ضد الجدار في قرية نعلين في الضفة الغربية، كما أفادت مصادر طبية فلسطينية.

وتواجه السلطة الفلسطينية صعوبات في توفير مرتبات 160 ألف موظف في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووعد المجتمع الدولي بمساعدة قيمتها 7.4 مليارات دولار لإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية، غير أن التنمية الاقتصادية تتعثر بسبب التضييقات التي تفرضها إسرائيل على الضفة.
وقال وزير التخطيط الفلسطيني سمير عبد الله إن «السلطة قد تتأخر في دفع الأجور أياماً قليلة، إلا أنها ملتزمة حلّ هذه الأزمة قريباً».