«العالِم المجنون» و«صانع القنابل الانتحارية» الكيميائي أبو خباب المصري كان هدف ضربة عسكريّة أميركية أول من أمس في منطقة القبائل الباكستانية
شهيرة سلوم
مدحت مرسي السيد، الملقب بأبو خباب المصري (55 عاماً)، هو من قياديي «القاعدة»، وضمن الحلقة الداخلية لزعيمه أسامة بن لادن. وضعت واشنطن مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار مقابل رأسه.
ترعرع أبو خباب في الإسكندرية، وتخرّج من جامعتها عام 1975. كان مسؤولاً رفيع المستوى في جماعة «الجهاد الإسلامي» في مصر، ومن ضمن العشرات الذين اعتقلوا بتهمة المشاركة في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات. غادر بلاده عام 1987 إلى السعودية، ومنها انتقل إلى أفغانستان من أجل الانضمام إلى «الجهاد» ضدّ الاتحاد السوفياتي السابق.
عقل مدبّر يعمل في الظلام، نظراً لطبيعة المهمة التي يتولاها. كان مسؤولاً عن مخيم ديرونتا في أفغانستان. وبحسب تقارير أميركية، فإن قيادة «القاعدة» قررت في أيار 1999 أن تطلق برنامجاً تسليحياً غير تقليدي يعتمد على السلاح الكيميائي سُمي «الزبادي»، وتولّى أبو خباب إدارة هذا البرنامج، وتمكّن من تحقيق تطور ملحوظ في عمله، بعدما بثت محطة «سي أن أن» شريطاً مصوراً، يظهر فيه برفقة مجموعة من معاونيه يقتلون عدداً من الكلاب بسلاح كيميائي يُعتقد أنّه كان «هيدروجين سيانيد». لم تتمكّن الاستخبارات من معرفة المدى الذي توصّل إليه أبو خباب بأبحاثه العسكرية الكيميائية، لكنّها تأكّدت من أنّ «القاعدة» كانت لديه كميات قليلة من بعض المواد الكيميائية السامة، وأنتج كميات قليلة من المركبات الكيميائية التي استخدمت في الحرب العالمية الأولى مثل: «هيدروجين سيانيد» و«الكلورين» و«الفوسجين»، إضافة إلى بعض المواد الأكثر تطوراً، وما يُعرف بـ«دليل المتفجرات» الذي يستخدمه «القاعدة» في عملياته حتى اليوم.
يُقال عن أبو خباب إنّه درّب شخصياً ريتشارد ريد، الملقّب بـ«shoe bomber»، نسبة إلى وضعه العبوات الناسفة في حذائه، الذي أُدين عام 2003 بمحاولة تفجير رحلة طيران من باريس إلى ميامي في كانون الأول 2001، وكذلك زكريا الموسوي، أحد المتهمين باعتداءات الحادي عشر من أيلول.
أعلن مقتل أبو خباب للمرّة الأولى في ضربة جوية داخل منطقة دامادولا القبلية، استهدفت الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري. قيل حينها إنه قُتل مع ابن زوجة الظواهري عبد الرحمن المغربي، ليتبين في أيلول العام الماضي أنه لا يزال على قيد الحياة.