باراك يجدّد المطالبة بـ «خطوات ملموسة»... ومحامو رئيس الحكومة يسعون لتفنيد شهادة تالنسكي
حيفا ــ فراس خطيبوعاد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لمطالية أولمرت باتخاذ «خطوات ملموسة». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله، خلال اجتماع لنشطاء حزب «العمل»، إنه حان الوقت لإجراء «تغيير أخلاقي جذري». وأضاف إنه «إذا انحنى العمود الفقري الأخلاقي لقيادة كاديما أمام قوة المنصب أو المصلحة، فإن حزب العمل سيُلزمه الاستقامة»، مؤكداً أن حزبه «سيقود مسيرة التغيير وسيحقّق النصر فيها إذا تغلّب على الخلافات الداخلية وتحلّى بالاستقامة وسلامة التفكير والرصانة والمسؤولية وقدرة الزعامة والخبرة».
وعقّب النائب يوئيل حسون من «كاديما» على تصريح باراك بالقول إنه «لا يمكن الأخير أن يطلق تصريحاً عن القيم والمعايير الأخلاقية ويلازم في الوقت نفسه كرسي الوزير في حكومة أولمرت».
وقال يتسحاق بن يسرائيل، من «كاديما» أيضاً، إن «الحزب ليس بحاجة إلى أن يحثّه على العمل من خضع في الماضي لتحقيقات الشرطة على خلفية قضية تتعلق هي الأخرى بجمع الأموال بصورة غير قانونية»، في إشارة إلى باراك.
وكان مقرّبون ومسؤولون كبار في حزب «كاديما» قد دعوا زعيمهم نهاية الأسبوع الماضي إلى تبكير الانتخابات العامة. وقدّر نائب رئيس الوزراء حاييم رامون، المقرب جداً من أولمرت، أنَّ الانتخابات الإسرائيلية العامة ستُجرى قبل نهاية العام، فيما صرّح رئيس لجنة الخارجية والأمن ورئيس لجنة التوجيه لحزب «كاديما»، تساحي هنغبي، للقناة الإسرائيلية الثانية بأنه يعتزم المبادرة إلى خطوة مؤلفة من ثلاثة بنود تقضي بـ«تحديد موعد انتخابات داخلية في كاديما، وتقديم موعد الانتخابات العامة للكنيست، وتأليف حكومة طوارئ وطنية لأربع سنوات مقبلة».
وأشار هنغبي إلى أن «أولمرت يصارع الآن على حياته قضائياً ويصعب عليه القيام بجهود أخرى». ورأى أن «البديل هو الدخول في حال جمود، وهذا أمر لا يريده أولمرت، كما أن هناك أموراً أهم من المصالح الشخصية».
بدوره، رأى موفاز أن بقاء الائتلاف الحكومي وربما تأليف حكومة وحدة وطنية «أمران محتملان». وحثّ على عدم الخوف من إمكان إجراء انتخابات عامة، وأشار إلى أن إجراء انتخابات تمهيدية داخلية في حزب «كاديما» ينطوي على الأهمية.
ويدرك أولمرت أنّ مكانته الجماهيرية والقضائية، تحتم عليه الانصياع لمطالب إجراء انتخابات داخلية في «كاديما». وبحسب وسائل الإعلام العبرية، لا ينوي أولمرت معارضة هذه الخطوة، لكنّه طالب بتأجيل تحديد موعدٍ بهذا الخصوص إلى حين عودته من الولايات المتحدة، ويفضّل أكثر، تأجيل الانتخابات الداخلية حتى انتهاء التحقيق المضاد مع الشاهد المركزي في فضيحته موشيه تالنسكي، لعله يستطيع تغيير وضعه الجماهيري والحزبي ليكون إيجابياً أكثر.
لم يعلن أولمرت حتى الآن ما إذا كان سيرشّح نفسه أم لا، من أجل «إبقاء خيطٍ صغير في شباك الفرص السياسية». وقال لمقربيه إنه لا يحب «فكرة الإعلان عن عدم ترشيح نفسه»، مبيّناً أن «من شأن هذا أن يشل عمل الحكومة وسيمنع السير نحو أي خطوة جدية».
ومع إقرار أولمرت بانتخابات الحزب، بدأ المرشحون للخلافة بالتحضير لمعركة طاحنة، ولا سيما بين تسيبي ليفني وشاؤول موفاز ومائير شطريت وآفي ديختر. وقد منحت استطلاعات نهاية الأسبوع تفوقاً لليفني وحلّ موفاز ثانياً.
وكانت وسائل الإعلام العبرية قد قالت إنَّ أولمرت يفضّل موفاز على ليفني. وقد نقلت نهاية الأسبوع أجواءً، تبيّن تقارباً غير مسبوق بين موفاز وأولمرت. وكان مقربون من أولمرت قد رأوا أنّ ليفني «متعاونة مع باراك» ضد أولمرت. وهذا ما انتقده أيضاً مقربون من موفاز.
في هذا الوقت، يواصل طاقم الدفاع عن أولمرت استعداداته لتحقيق مضاد مع موشيه تالنسكي، وعلى رغم صعوبة إنقاذ أولمرت جماهيريّاً وإعلاميّاً بعد هذه الشهادة التي هزّت الحلبة السياسية، فإنَّ محامي أولمرت يؤمنون بأن «التحقيق المضاد مع تالنسكي بشأن شهادته الأخيرة، قد يفنّد جزءاً من جملة الادعاءات التي أُسمعت ضد موكلهم».
ومن الممكن أن يُظهر التحقيق تعامل أولمرت في القضية بصورة «أكثر إيجابية» أو «أقل سلبية». ويقدر مقربو اولمرت أنهم إذا استطاعوا تصوير تالنسكي على أنه «ليس أميناً»، فمن شأن هذا أن يساعد أولمرت جماهيريّاً و«قد يكون له ما يقوله عن الانتخابات الداخلية». فيما تقدّر أوساط سياسية أن وضع أولمرت الجماهيري بات من الصعب تغييره.
وكان أولمرت قد حثّ طاقم المحامين على الإسراع في تحقيق مضاد ضد تالنسكي، وخصوصاً أن طاقم المحامين تعرّض لانتقادات كثيرة من جانب أوساط قضائية ومحلّلين قانونيين، لكونهم تنازلوا عن التحقيق المضاد، ومنحوا تالنسكي المنصة كاملةً لشهادة صعبة ضد أولمرت من دون تفنيد أي منها ما أثر سلباً على سير القضية.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن طاقم التحقيق بدأ بجمع معلومات عن الشاهد المركزي. وقال مسؤول في طاقم المحامين إنَّ جمع المواد سيكون بواسطة مصادر مكشوفة بطريقة قانونية وشرعية في سعي منهم إلى التوصّل إلى «تفنيد شهادته». وقد جنَّد محامو أولمرت محامياً متخصّصاً بالقانون الأميركي، سيساعدهم على فحص الموادّ. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن طاقم التحقيق بدأ يتلقّى موادّ في هذا الشأن.


وفاة «العلماني المتطرّف» يوسف لابيد(الأخبار)