عكست مصر الشرط الإسرائيلي المتمثّل في الإفراج عن الأسير لدى «حماس»، جلعاد شاليط، للموافقة على التهدئة، قائلة إنه «من دون تهدئة، لن يكون شاليط»، رامية بذلك الكرة في ملعب الاحتلال، قبل أن تعيد رميها في الملعب «الحمساوي»، معلنة أنه في حال التوصّل إلى التهدئة، لن يُفتح معبر رفح قبل إطلاق سراحه
غزة ــ رائد لافي

ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن «مصر قلقة من الطريق المسدود الذي انتهت إليه مساعي التهدئة في غزّة، نتيجة التعقيدات السياسية التي وصل إليها الوضع في إسرائيل». إلّا أنها نقلت أيضاً «عزمها (مصر) على مواصلة جهودها في هذا المجال».
وأوضحت الصحيفة أن مصادر مصرية رسمية ردت على الإنذار الإسرائيلي الأخير بأنه «من دون جلعاد شاليط لن تكون هناك تهدئة»، من خلال عكسه قائلة: «من دون تهدئة لن يكون هناك جلعاد شاليط».
وأضافت الصحيفة أنه بحسب مصر، «لن يتم التوقيع على وثيقة رسمية أو إقامة أي حفل توقيع في حال التوصّل إلى التهدئة بين إسرائيل وحماس والأحزاب المختلفة في غزة». كما أكد المصريون أنه «لن يتم في اليوم التالي لبدء التهدئة، فتح معبر رفح قبل إتمام صفقة شاليط، وبهذا يبقى لإسرائيل ومصر رافعة مهمة للضغط على حماس».
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنه «ليس لدى إسرائيل بديل أفضل من محاولة التوصل إلى التهدئة، ولا يمكن الخروج إلى عملية واسعة في غزة قبل استنفاد هذه المحاولة». وبررت هذه المصادر موقفها بالقول إن «العلاقات مع مصر ذات أهمية استراتيجية كبيرة لإسرائيل. وفي كل هذه الدولة يجري الحفاظ على الصمت المطبق بفضل جهاز الأمن المصري. من الممكن التوصل إلى رسم معادلة تمكّن مصر من إيقاف التسلل من سيناء إلى غزة. وإذا أرادوا وشحذوا همتهم، سينجحون».
في هذا الوقت، جدد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية وصف الإجابات الإسرائيلية عن استفسارات الفصائل الفلسطينية بأنها «غامضة»، مشدداً على «تمسّك الفصائل بمطالبها بفك الحصار وفتح المعابر في غزة، في مقابل إنجاز اتفاق التهدئة».
كما تطرّق هنية إلى المصالحة الوطنية بعد إعلان الرئيس محمود عباس ترحيبه بأي جهد عربي أوّل من أمس، فدعا جامعة الدول العربية إلى التدخل لإعادة الوحدة للفلسطينيين على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب ومن دون شروط مسبقة».
وفي السياق، ثمنت حركة «حماس»، على لسان القيادي جمال أبو هاشم، المبادرة الجديدة التي صاغتها لجنة المصالحة الوطنية، ووصفها بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح». وأشار إلى أن «المبادرة الجديدة، التي تنتظر ردّ عباس، تنص على تأليف حكومة وحدة وطنية جديدة».
وتظاهر نحو مئة فلسطيني أمام مقر رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في غزة تلبية لدعوة من اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
إلى ذلك، أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت أعطى الضوء الأخضر لبناء 884 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة قبل توجهه إلى الولايات المتحدة.
وانتقدت الولايات المتحدة هذا القرار. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو: «نعتقد أنه يجب عدم بناء مزيد من المستوطنات. نعلم أن ذلك يزيد التوتر عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات مع الفلسطينيين». إلاّ أن بويم رأى أنه لا جديد في الموقف الأميركي، قائلاً إن «هناك خلافاً منذ 41 عاماً على القدس مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والفلسطينيين».
ميدانياً، أصيب أربعة مقاومين فلسطينيين، وجندي إسرائيلي وخمسة مدنيين، في غارة جوية، وخلال عملية توغل منفصلتين في مدينتي خان يونس ودير البلح في جنوب القطاع ووسطه.
وجاءت عملية التوغل عقب إعلان كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن قنص جندي إسرائيلي شرق المدينة.
وفي سياق تداعيات الحصار، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار استشهاد المريضة سوسن السلطان (28 عاماً) جراء نقص الدواء وعدم تمكنها من السفر للخارج لتلقي العلاج.