علي حيدرإضافة إلى ذلك، توصل الطرفان إلى تفاهمات على استمرار التعاون لإحباط المشروع النووي الإيراني، وإحباط مشاريع إيرانية لامتلاك صواريخ باليستية ورؤوس نووية. ولم تفصح المصادر الإسرائيلية عن الخطوات التي يعتزم الطرفان القيام بها بهذا الشأن.
وفي ختام الاجتماع، قال أولمرت إن «المسألة الإيرانية شكلت الجزء الأكبر من محادثاتنا». وأضاف «نحن متفاهمون حول خطورة التهديد الإيراني، ونحتاج لمعالجة هذا الأمر حتى لا تتمكن إيران من الحصول على أسلحة غير تقليدية». وتابع «حضرت إلى الاجتماع بتساؤلات كثيرة وغادرته بتساؤلات أقل بشأن الوسائل والأساليب» للتعامل مع سعي إيران المفترض لامتلاك أسلحة نووية.
ونقل موقع «يديعوت» عن المصدر الإسرائيلي نفسه قوله «إننا توصلنا إلى تفاهمات بشأن الوسائل الدفاعية التي تحتاجها إسرائيل في ضوء الأوضاع في الشرق الأوسط». وأضاف أن «لقاء أولمرت مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني تركز على الشؤون التنفيذية في ضوء التهديد الإيراني الآخذ في الاتساع». وأوضح أن الولايات المتحدة وافقت على دفع صفقة لتزويد إسرائيل بطائرات مقاتلة من طراز «اف 35»، وأنه تم إحراز تقدم في المفاوضات حول صفقة شراء طائرات من طراز «اف 22»، التي تعدّ الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة والعالم، والتي تسعى إسرائيل للتزود بها من أجل الحفاظ على تفوقها النوعي. ويطلق الخبراء العسكريون الإسرائيليون على هذا النوع من الطائرات اسم «كاسرة التوازن» نظراً لقدراتها العملانية المتطورة.
واتفق أولمرت مع مضيفيه على ربط إسرائيل بنظام الإنذار الأميركي المتطور الذي يعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية، القادرة على رصد كل صاروخ في لحظة إطلاقه من أي موقع في العالم، وستحصل الدولة العبرية على رادار لرصد إطلاق صواريخ من إيران وسوريا ولبنان وقطاع غزة.
ورأى مراقبون أن زيارة أولمرت كانت بمثابة تتويج لتعزيز التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة. ويُشار إلى أن أولمرت سعى خلال زيارته لدحض ما جاء في تقرير الاستخبارات الأميركية الذي تحدث عن أن إيران أوقفت برنامجها العسكري النووي عام 2003. ودأب أولمرت على إقناع المسؤولين الأميركيين بأن إيران ماضية في برنامجها العسكري.
وفي هذا الشأن، أوضحت مصادر إسرائيلية أن مدير الاستخبارات الوطنية، مايك ماكونيل، الذي ينسّق عمل 16 جهازاً استخبارياً في الولايات المتحدة والذي كان قد تحفّظ على نتائج تقرير الستة عشر جهازاً حول السلاح النووي الإيراني، يزور إسرائيل هذه الأيام وسيلتقي رئيس الموساد الإسرائيلي، مئير دغان. وأعلنت متحدثة باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، لوكالة «فرانس برس»، أن وزير الدفاع إيهود باراك أجرى أمس محادثات في تل أبيب مع ماكونيل. ونقلت التقارير الإعلامية الإسرائيلية تقديرات أمنية، مفادها أن دغان شرح لماكونيل، خلال لقائهما، التصور الإسرائيلي للتهديد الإيراني، والذي يقول إن طهران لديها طموح لتطوير سلاح نووي وهي بدأت العمل لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن المؤسسة الأمنية تعلق أهمية كبيرة على هذه اللقاءات، من جهة أنها قد تؤدي إلى تغيير نهج الاستخبارات الأميركية إزاء المشروع النووي الإيراني. ونقلت عن مصدر أمني قوله إن «الأمر يتعلق برجل يُطلع رئيس الولايات المتحدة كل صباح، على الواقع الأمني عبر معلومات جمعتها الأجهزة الاستخبارية، ومن هنا أهميته، فهو أحد الأشخاص الذين يؤثّرون كثيراً على السياسة الخارجية للولايات المتحدة».