علي حيدرأكد وزير المواصلات الإسرائيلي، والمسؤول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، شاؤول موفاز، أن إسرائيل ستهاجم إيران إذا ما واصلت برنامجها النووي، مشيراً إلى أن «نافذة الفرص آخذة في الانغلاق، وأن العقوبات الدولية التي فرضت على إيران لا تكفي». وقال موفاز إنه إذا «واصلت إيران برنامجها لتطوير سلاح نووي»، فإن إسرائيل ستجد أنه «لن يكون هناك مفر من مهاجمة إيران»، وخاصة أن «نافذة الفرص أُغلقت والعقوبات غير ناجعة».
ولكن موفاز، الذي كان يتولى رئاسة أركان الجيش ووزارة الدفاع سابقاً، لفت إلى أن أي عملية عسكرية ضد إيران ستكون بموافقة الولايات المتحدة وتفهمها ودعمها. وقال، حين سئل عن تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في روما بأن إسرائيل ستختفي عن الخريطة، إنه «هو سيختفي قبل إسرائيل».
وتأتي مواقف موفاز في الوقت الذي يشتد فيه الاستعداد والمنافسة على خلافة إيهود أولمرت، في منصبي رئاسة الحزب والحكومة. وكان موفاز، الطامح لخلافة أولمرت، قد توجه خلال الأيام الماضية إلى الجولان، وعرض على سكان المستوطنات وقادتهم هناك خطة تنمية للهضبة المحتلة لمدة خمس سنوات، رغم إعلان المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية العلنية وغير المباشرة. كما قدم موفاز صيغته للتسوية مع سوريا على قاعدة السلام في مقابل السلام، مشددة على أن «هضبة الجولان هي أرض إسرائيلية».
وفي السياق، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر سياسي إسرائيلي أمني رفيع المستوى قوله إنه «في نهاية المطاف، سيتعين على إسرائيل مهاجمة إيران لمنعها من الحصول على قدرة نووية». ووصفت الصحيفة المصدر بأنه مطلع على المواد المتعلقة بالتقدم الإيراني، وبالاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة وبالجداول الزمنية.
كما أشارت الصحيفة نفسها إلى أن مسؤولين إسرائيليين آخرين عبّروا عن اعتقادهم بأن احتمال توجيه الإدارة الأميركية الحالية ضربة عسكرية لإيران يتضاءل كلما مر الزمن، وأن العديد من الشخصيات السياسية والأمنية الإسرائيلية يرددون مقولة أن «إسرائيل لا يمكنها أن تحتمل نووياً إيرانياً وأنه يجب العمل ضد إيران في أقرب وقت ممكن، وأنه يجب تحقيق قدرة عسكرية يمكنها أن تشل، أو على الأقل تعرقل، البرنامج النووي الإيراني، وأن هذا الهدف ليس بعيد المنال، بل ممكن».
وأضافت «معاريف» أنه «يجري داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حوار عن هذه المسألة؛ فمن جهة ينكب الجيش، ولا سيما سلاح الجو، على إعداد خيار عسكري يمكن القيادة السياسية إذا ما أرادت اتخاذ القرار. ومن جهة أخرى، لا يزال هناك كثيرون يعتقدون بعدم وجود احتمال لأن تلحق إسرائيل ضرراً حقيقياً بالبرنامج النووي الإيراني، فالمخاطرة هائلة، والرد الإيراني ـــــ في كل أرجاء المنطقة والعالم ـــــ سيكون شديداً».
وتعبيراً عن أولوية مواجهة المشروع النووي الإيراني، قال أولمرت إن انهماك المرشحين الأميركيين الثلاثة لمنصب الرئاسة، جون ماكين وباراك أوباما وهيلاري كلينتون، بالمسألة الإيرانية «ليس صدفة». ولفت إلى أن «لدى الشعب (الإسرائيلي) سبباً وجيهاً كي يكون راضياً».
وأكدت مصادر في حاشية أولمرت أن «الحلف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتوثق جداً على خلفية التهديد الإيراني». وذكرت «معاريف» أن «أولمرت عرض على (الرئيس الأميركي جورج) بوش مادة استخبارية حساسة في الموضوع الإيراني، بهدف ربط الرئيس الأميركي باحتمال القيام بعمل تنفيذي ما في إيران». وأضافت أنه في الوقت الحالي «ليس واضحاً ما إذا كان الحديث يدور حول إعداد لحملة عسكرية إسرائيلية أو أميركية، أو جهوزية لحملة عسكرية مشتركة من الدولتين». ونقلت عن مصادر في محيط أولمرت قولها إنه «في كل الأحوال، اتُّفق على أنه في حال شنِّ هجوم إيراني، ستعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على نحو مشترك».