Strong>علي حيدردعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، الحكومة اللبنانية إلى «مفاوضات مباشرة وثنائية مع إسرائيل»، معرباً عن أنه «سيكون فرحاً» لخطوة كهذه، رأى أنه سيكون لها «منافع كثيرة».
وعرض رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية العميد يوسي بايدس، خلال الجلسة نفسها، تقريره الاستخباري، الذي قال فيه إن «حزب الله يواصل بناء بنى تحتية لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. ويواصل جهوده لإعادة بناء قوته، بمساعدة إيرانية وسورية». وتطرّق بايدتس إلى التطورات التي شهدها لبنان في الأسابيع الأخيرة ورأى أن «المحور الراديكالي تحوّل إلى المحور المهيمن». لكنه أضاف إن «صورة حزب الله تضررت في لبنان بالرغم من كل شيء. وإن توجّه السلاح نحو الداخل قوَّض صورة السلاح الموجّه ضد إسرائيل». وتابع بايدتس إن «سوريا تشعر بالرضى إزاء التطورات في مقابل إسرائيل»، انطلاقاً من تقديرها بأنها ستكون رابحة في كل الأحوال.
وفي سياق آخر، نقلت صحيفة «هآرتس» عن اولمرت قوله، خلال مشاورات أجراها أخيراً مع معاونيه وخبراء أكاديميين وأمنيين في الشأن السوري، إن «علينا أن نطرح أمام سوريا بديلاً للسلام وليس فقط إمكان حرب وعزل دولي».
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصدر سياسي، إنّ لدى أولمرت رؤية منظمة حيال الموضوع السوري أعدّها في السنة الأخيرة، وإن المحادثات مع دمشق يجب أن تستند إلى مبادئ مؤتمر مدريد الذي عقد عام 1991، معتبراً أن هذه المبادئ هي أفضل شيء تمكّنت إسرائيل من التوصل إليه.
وأوضحت «هآرتس» أن أولمرت «مقتنع جداً بإمكان عزل سوريا عن المحور الراديكالي»، الذي تقوده إيران، وربط تحقيق هذا الأمر بـ«وضع بديل آخر أمام سوريا»، وأن هذا ما دفعه إلى بذل جهود لإقناع الأميركيين بدعوة سوريا إلى مؤتمر أنابوليس في شهر تشرين الثاني الماضي.
ورأى أولمرت أنه خلال العام الأخير لم يطرح أحد أمام السوريين أي خيار باستثناء عزلها دولياً، وهذا الأمر دفعها باتجاه إيران وحزب الله. وشدّد على أنه «ينبغي للسوريين اتخاذ قرار بشأن وجهتهم من الناحية الاستراتيجية، لكن بالإمكان فعل ذلك فقط إذا طرحنا أمامهم بديل السلام».
وأقر أولمرت بالإيجابيات التي استطاع السوري أن يحقّقها من التفاوض. وقال «أعرف أن المفاوضات غير المباشرة مع السوريين منحتهم شرعية». لكنه أضاف إن «هذا الأمر يبين لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد ماذا يمكن أن يحدث إذا تقدم إلى الأمام مع إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أن أولمرت ومستشارَيه وممثليه في المفاوضات مع سوريا، يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان، يعون أن عملية التفاوض مع سوريا ما زالت في بدايتها وقد تستغرق وقتاً طويلاً إلى أن تنتقل هذه المفاوضات إلى مسؤولية حكومة إسرائيلية أخرى».
ويؤكد اولمرت، بحسب «هآرتس»، على الحاجة إلى التحلي بالصبر لأنه «من الجائز أن الأسد يحتاج أيضاً إلى وقت إضافي من أجل أن ينضج» لعملية سلام. وتضيف «هآرتس» إن «اولمرت يعتقد أنه من الناحية الاستراتيجية سيتخذ الأسد قراراً صائباً»، معتبراً أنه «يكفي لتحقيق ذلك النظر إلى المشاكل الاقتصادية الصعبة في سوريا والعزلة المفروضة عليها من جانب المجتمع الدولي والعالم العربي لإقناع الأسد بأن من الأجدى له التوجه نحو الغرب».
ولفت الى أنه يمكن التحدث مع سوريا كونها «دولة علمانية، وهذه ليست إيران أو حماس وحزب الله الذين يتحركون بدوافع أيديولوجية دينية متطرفة».
وأشارت «هآرتس» إلى أن أولمرت يدرك أن «سوريا لن توافق على فك ارتباطها مع إيران وحزب الله وحماس في بداية المفاوضات، لكنه يعتقد أن فك ارتباط كهذا سيحدث مع مرور الوقت».
وبالعودة الى جلسة الحكومة، فقد دعا اولمرت إلى دفع المفاوضات مع الفلسطينيين لأنه لا يعرف كيف ستكون حال الإدارة الأميركية الجديدة. ولفت إلى أن لعامل الوقت أهمية كبيرة، وأنّ من الممنوع تفويت الميزة الموجودة للإدارة الحالية في البيت الأبيض. وأكد أولمرت أن المفاوضات مع الفلسطينيين «تتقدم، ليس فقط بيني وبين ابو مازن، وإنما أيضاً على مستوى الطاقم برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني». لكنه أضاف إنه ليس هناك اتفاقات تمت صياغتها، ونعمل للتقدم لتوفير بنية تحتية للحل، ضمن إطار جدول زمني وضعناه هدفاً.