أولمرت لم يحسم قراره... وجدول أعمال حكومته يتضمّن «نقاشاً»
محمد بديرفقد تسلّم هؤلاء من سكرتير الحكومة، عوفيد يحزقيل، جدولاً جاء في البند الأول فيه أن الحكومة «ستجري نقاشاً حول مسوّدة الصفقة المحتملة لاستعادة الجنديين المخطوفين لدى منظمة حزب الله». وأثارت عبارة «نقاش» شكوك عدد من أعضاء الحكومة في ضوء عدم ورود أي إشارة في النص يبين أو يفيد بوضوح وجود توجه إلى طرح القضية على التصويت لحسمها بعد البحث فيها.
إلا أن مصدراً في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية قال تعليقاً على الأمر إنه «لا توجد أية نية مبيّتة لتسويف التصويت أو الحؤول دون حسم الموضوع». وأضاف، لصحيفة «معاريف»، «سنطرح مسألة الصفقة أمام الحكومة بهدف تحديد الموقف واتخاذ قرار (بشأنها)، وليس لدينا أي نية للمماطلة فيها». وتابع «نحن ندرك حساسية الموضوع».
وأشار المصدر نفسه إلى أن سكرتير الحكومة أبلغ الوزراء أن جلسة الحكومة المقبلة ستكون أطول من المعتاد، معتبراً أن هذا الأمر ينطوي على «تلميح بأن نية أولمرت هي التوصل إلى حسم هذه القضية وليس المماطلة».
لكن المسؤول الإسرائيلي أبقى الباب مفتوحاً أمام احتمال تأجيل الحسم إلى موعد آخر، وقال «لا أريد أن ألتزم بأنه سيكون هناك تصويت لأننا قد نحتاج إلى يوم أو يومين. فالحقيقة هي أن وزراء الحكومة لم يتسلّموا، حتى الآن، تفاصيل الصفقة. وبالنسبة إلى الجزء الحاسم منهم، سوف تكون هذه المرة الأولى التي يتدارسون فيها المادة الاستخبارية وتفاصيل الاتفاق مع حزب الله؛ ولذلك، ليس هناك ما يمنع أن يطلب الوزراء وقتاً إضافياً لمراجعة المواد قبل التصويت».
وأعرب بعض الوزراء، الذين أبلغوا عائلتي الجنديين موافقتهم على إبرام الصفقة والتزامهم التصويت لمصلحتها في جلسة الحكومة، عن خشيتهم من تحقّق هذا الاحتمال. ونقلت «معاريف» عن أحدهم قوله «إن لم يحصل تصويت، فلن تستطيع (زوجة الجندي الأسير إيهود غولدفاسر) كارنيت النظر في عيني»، فيما رأى آخر أنه «إذا تأجل التصويت فسيكون هذا عبثاً بأبناء العائلات».
ولم تُخفِ كارنيت غولدفاسر قلقها من حصول هذا السيناريو، وعلّقت عليه بالقول إنه «يجب أن يحدث شيء دراماتيكي جداً بغية عدم خروج الصفقة إلى حيّز التنفيذ. ففي المحادثات، التي كانت لي مع رئيس الحكومة، أكّد أن الصفقة ستُطرح للنقاش والتصويت. لا أرى أي سبب يؤجّل هذا، ولذلك لم نفكّر ماذا سنفعل في حال عدم حصول ذلك». كما قال شقيق الأسير ألداد ريغف، بني ريغيف، إنّ عائلته لم تستعدّ لاحتمال عدم إجراء تصويت. وأضاف «نحن نتوقّع إجراء تصويت يوم الأحد من أجل عدم تأجيل الصفقة. وفي نهاية الأمر، في حال عدم حصوله، سوف نضطر إلى الجلوس وتقرير أيّ الخطوات نتخذ».
وفي إطار ممارسة الضغوط على الوزراء، قرر أفراد عائلتي الجنديين التظاهر برفقة أصدقاء كثر لولديهما أمام مبنى الحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة أثناء تداولها في قضية الصفقة غداً.
وتشير التقديرات إلى أن الصفقة تحظى بتأييد غالبية الوزراء داخل الحكومة، بالرغم من تباين المواقف بشأنها. لكن التكهنات لا تزال تدور حول موقف رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، منها. فحتى الآن لم يصدر عن أولمرت أي مؤشر يرجح الوجهة التي سيسلكها في التصويت، فيما نقلت تقارير صحافية عنه قوله في أحاديث خاصة إنه «لم يقرر بعد». وبحسب ما ذكرته صحيفة «معاريف»، فإن أولمرت قال لمقربين منه «سأجلس السبت (اليوم) مع كل المادة وسأقرأ كل شيء وأفكر وأتشاور وأقرر». وحول ما ورد في نص جدول أعمال الحكومة بشأن الصفقة، أوضح أن «الأمر يرتبط بكيفية عرض مسؤولي المؤسسة الأمنية للمسألة».
وفي السياق، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنه سيكون من الصعب على إسرائيل إلغاء الصفقة بعد بلورتها والاتفاق عليها. ورأت الصحيفة أن الأمر «لا يتعلق فقط برد الفعل الشعبي في إسرائيل أو لبنان فحسب، وإنما بأخلاقيات صفقات التبادل». وأضافت «بعد فترة طويلة جداً من إعداد الصفقة، وبعدما نُفذت مرحلتها الأولى ـــــ تحرير الجاسوس اللبناني نسيم نسر من إسرائيل ونقل أشلاء من جانب حزب الله ـــــ على إسرائيل أن تفكر في احتمال أنها ستضطر في المستقبل إلى تنفيذ صفقة تبادل أخرى، مع حزب الله أو مع منظمة أخرى».
إلى ذلك، أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، عن تأييده لإطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار في إطار عملية التبادل مع حزب الله. وقال، لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، «أعتقد بصورة مطلقة أنه ينبغي تنفيذ الصفقة بما في ذلك إطلاق سراح القنطار، وعندما يعرضون سمير القنطار كورقة مساومة في قضية (الطيار الإسرائيلي المفقود) رون أراد، فإني أعتقد أنهم (في إسرائيل) يخلطون بين ما يريدون تحقيقه وما يمكن تحقيقه». وفي ما يتعلق بمصير الجنديين الأسيرين، دعا حالوتس إلى عدم الوقوع في «الخطأ»، مشدداً على أن «كليهما ليسا على قيد الحياة».


زملاء ريغيف وغولدفاسر يتظاهرون غداً دعماً للصفقة

قرّر زملاء الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، إيهود غولدفاسر والداد ريغيف، التظاهر أمام مكتب رئيس الحكومة غداً، من أجل الضغط على الوزراء للتصويت لمصلحة عملية التبادل مع حزب الله.
وسيرفع مقاتلو السرية والكتيبة لافتات كتب عليها «لا تتخلّوا عن الجنود في الميدان».
وأوضح أحد الجنود أنه «إذا لم توافق حكومة إسرائيل على صفقة تحرير المخطوفين، فأنا لست واثقاً بأنني سألبّي في المرة المقبلة الدعوة لللتحاق بالاحتياط».
وأضاف آخر إن هذا الأمر «سيكون انكساراً كبيراً، وأن لا أحد سيخرج لمهمة باندفاع إذا عرف أنه لن يتم فعل كل شيء من أجل إعادته إلى البيت، حيّاً أو ميتاً». ولفت أيضاً إلى أنه سيكون لهذا الأمر «تداعيات على الكثير من أصدقائه سواء الجنود النظاميون أو الاحتياط». وأشار أحد الجنود، ممّن سيشاركون في تظاهرة الاحتجاج، إلى أنه «يريد أن ينظر الوزراء في عينيه وهم يدخلون للتصويت على صفقة التبادل، التي ستضمن لنا أنه في المرة المقبلة، إذا حدث شيء، فسيفعلون كل شيء بنسبة 100 في المئة من أجل إعادتنا إلى البيت».
في المقابل، أكد قائد السرية، غيورا باري، أنه حتى لو لم تتم المصادقة على صفقة التبادل فإن ذلك لن يؤثر على مدى تلبية الالتحاق بالاحتياط من جانب مقاتلي السرية.
(الأخبار)