حيفا ــ فراس خطيبوفي مقابل هذا، خطّط الجيش الإسرائيلي لعملية بحرية في غزة. وأشار القائم بأعمال المدير العام للدائرة، أرتور هينك، إلى أنَّ العمليتين «كانتا تختلفان من حيث ماهيّتهما ووسعهما بشكل كبير».
وبحسب المستندات التي دوّنت تحت عنوان «سرّي للغاية»، والتي بعثتها دائرة التخطيط الاستراتيجي، فإنَّ عميلة نهر الليطاني خطّطت على أنها «سيطرة تكتيكية على أرض العدو. يلتقي في أعقابها سلاح البحرية بسلاح البر الذي سيتقدم من الجنوب أو من الشرق. تتم العملية بواسطة لواء عمليات خاصة، تكون تركيبته مشابهة لتركيبة اللواء المعدّ لعملية في غزة في الجنوب».
أما بالنسبة إلى عملية بيروت، فقد خطّطت لتكون «سيطرة استراتيجية على مركز سياسي ومركز علاقات العدو. تعليمات الخطة ترتكز بالأساس على السيطرة الأولية على الميناء وأجزاء من المدينة بواسطة لواء العمليات الخاصة، الذي يشبه الحال في الجنوب، ولكن من دون مركبات مصفّحة نظراً إلى الكمية الكبيرة نسبياً للمركبات والمدافع. عندما تحكم السيطرة على الميناء، تنزل إليه كتائب مشاة عادية من السفن ترافقها وحدات فرعية ووحدات مدفعية ووحدات لتفعيل الميناء».
ويتطرق أورن إلى تاريخ سلاح البحرية الإسرائيلي وطريقة عمله والتعاون الحالي بين الأميركيين والإسرائيليين بهذا الشأن. ويشير إلى أنّه في تلك الفترة كانت هناك مستندات كثيرة وصلت إلى إسرائيل من أميركا. ويوضح أن أحد هذه المستندات كان مهماً للغاية، ووجّه إلى ليفي أشكول، الذي شغل في حينه منصب المدير العام لوزارة الدفاع.
الوثيقة، التي لم يكشف عن مضمونها، كتبها ضابط في سلاح البحرية في تموز عام 1948. وصل المستند بواسطة طرد سري، من مندوب العلاقات الخارجية في الاستخبارات الإسرائيلية في نيويورك، تيدي كولك، قال فيها لأشكول: «هذه المواد، غالبيتها لك، وصلت هذا الصباح من أميركا بواسطة مهندس بحري أميركي، أرسلها إلينا تيدي كولك. في قلب أنبوب معجون الحلاقة، هناك مادة سرية للغاية للحكومة».
ويتساءل أورن، هل هذا المهندس البحري الأميركي، الذي تجسّس لمصلحة إسرائيل، كان مواطناً مصرياً من الأسطول التجاري؟ أم كان ضابطاً في سلاح البحرية الأميركي؟ وما هو السر الذي خبّئ في أنبوب معجون الحلاقة قبل أن يكون هناك بولارد (جونثان بولارد الذي تجسّس لمصلحة إسرائيل في السبعينيات)، وبن عامي كاديش، ومجهولون لم يكشف عنهم؟