strong>قال إيهود باراك أمس إن لدى حزب الله أربعين ألف صاروخ، بعضها قادر على إصابة مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الجانب الآخر يدرك ضعف الجبهة الداخلية في الدولة العبرية ولذلك «يجب على إسرائيل الامتناع عن خوض الحروب»
محمد بدير
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في مقابلة طويلة أجرتها معه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «كان في حوزة حزب الله لدى انسحاب الجيش الإسرائيلي عام 2000 ما يتراوح بين ستة إلى سبعة آلاف صاروخ، لكن في المقابل كان لدينا ست سنوات هادئة. وعندما اندلعت الحرب عام 2006، كان في حوزته 14 ألف صاروخ، يصل عدد منها إلى (مدينة) الخضيرة (في وسط إسرائيل). والواقع أنه كانت لديهم صواريخ عندما غادرنا لبنان، وما الذي تغير الآن؟ لديهم أربعون ألف صاروخ، يصل عدد منها إلى منزلكم وإلى هذا المقر في وزارة الدفاع وإلى ديمونا» في جنوب إسرائيل.
ورأى باراك أن «على إسرائيل الامتناع عن خوض حروب، أو على الأقل إرجاءها إذا أمكن ذلك، لأن الجانب الآخر، سواء كان حزب الله أو إيران أو حتى حماس، سيوجهون ضربات صاروخية باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية».
وحول استعدادات الجيش الإسرائيلي بعد حرب تموز 2006 وإمكان نشوب حرب شاملة في المنطقة، أجاب باراك: «لقد استخلصنا عبراً كثيرة من الحرب الأخيرة، ووزارة الدفاع تدير برنامجاً على مدى طويل، وقد عُيِّن مسؤول رفيع المستوى (رئيس الأركان غابي أشكنازي)، الذي عايش حرب لبنان الثانية، وعرف خباياها، واستنتج العبر منها، مع ذلك يجري الجيش تدريبات متواصلة وواسعة النطاق لم يشهد لها مثيل من قبل، ونحن مستعدون أفضل من أي وقت مضى، بما يشمل مواجهة عدد من الجبهات في آن واحد، إذ يجب عدم استبعاد نشوب حرب جديدة في المنطقة». لكنه استدرك قائلاً إن «الجانب الآخر اكتشف نقطة ضعف الجبهة الداخلية لدينا، وهذا يعيدنا إلى النقطة نفسها: أي يجب منع الحروب».
ورداً على سؤال عن إدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب الأخيرة وتعاظم قدرة حزب الله العسكرية، أجاب باراك: «لقد دخلنا إلى لبنان مع زغاريد اللبنانيين، وحزب الله نشأ نتيجة لوجودنا هناك... وأنا لست واثقاً من أن الحكومة الإسرائيلية قد أرادت أن تدير حرباً في الحرب الأخيرة، أو أنها قد نوت بالفعل شنها أو حتى أنها عرفت كيف تقوم بها، بل ربما قامت بتحديد أهدافها لاحقاً، لكن النتيجة هي أنه لم تكن هناك فترة تعاظمت فيها قدرة حزب الله بكثافة كما هي الحال عليه في الفترة التي تلت الحرب».
وعن الموضوع السوري ورأيه في إعادة هضبة الجولان إلى دمشق في مقابل السلام معها، قال باراك إن «لدينا مصلحة من الدرجة الأولى بإخراج سوريا من دائرة العداء، وهذا لن يكون من دون ثمن». لكنه أضاف أنه «ليس هناك مفاوضات مع سوريا، بل مجرد جس نبض بشأن إمكان إجراء لقاء، ومن الأفضل أن يجري ذلك سراً، وعلى مستوى رفيع ومخوّل، كي نتمكن من استيضاح كيف يرى كل طرف الأمور من جهته، لكن المفاوضات لن تبدأ من النقطة التي توقفت فيها في محادثات شيبردزتاون في عام 2000»، مشيراً إلى أن «أموراً كثيرة تغيرت منذئذ، إذ كانت دمشق من دون حزب الله، ولم تكن إيران في الخلفية، وحماس لم تكن في غزة، بل كان هناك زعيم آخر في سوريا».
ونفى باراك تقارير تحدثت عن أنه عارض مهاجمة الطائرات الحربية الإسرائيلية للمنشأة السورية في منطقة دير الزور في السادس من أيلول الماضي، لكنه رفض الخوض في هذا الموضوع. وقال إنه «ليس لدينا الامتياز بالتحدث علناً عن عمليات نفِّذت أو لا، لكني أكتفي بالقول إنه في دولة إسرائيل لا يمكن أي جندي أو وحدة عسكرية أو طائرة من أي نوع بالدخول إلى مجال دولة عدو من دون مصادقة دقيقة ومفصلة لوزير الدفاع».
من جهة ثانية، طالب باراك باستخدام إسرائيل لقدراتها بحكمة في مقاربة الشأن الفلسطيني، مشدداً على أن إسرائيل «كانت من ذي قبل في القطاع، وكانت هناك صواريخ قسام، وكذلك بناء للقوة (الفلسطينية)، والأمر المحتمل أن نضطر للعودة إلى غزة في وقت لاحق، لذا علينا أن نكون جاهزين لذلك، وإذا قررنا التحرك، فلن يكون الأمر مشابهاً لما حصل في حرب لبنان الثانية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة كلها، وستبقى كذلك على المدى المنظور، لكن إلى جانب ذلك يجب عليها أن تستخدم قوتها بعقلانية، فالحرب ليست نزهة، ويجب منع الحروب، أما إذا فرضت علينا، فيجب أن نكون جاهزين لها وأن ننتصر بسرعة على أن يكون ذلك على أرض العدو، ومن دون إلحاق ضرر بجبهتنا الداخلية».
ووعد باراك بإعادة الهدوء إلى المستوطنات الإسرائيلية الواقعة بالقرب من قطاع غزة، مشيراً إلى أنه «في نهاية المطاف لا اعتقد أن بالإمكان التوصل إلى حل من دون عبور طريق تفعيل القوة».
وتطرق باراك إلى التهديد النووي الإيراني، مشيراً إلى أن اقتراب إيران من القنبلة النووية «ربما استغرق عامين آخرين وربما أربع سنوات، لكن ذلك غير هام، فالأمر سيان من الناحية التاريخية إن لم توقف المساعي الدولية هذه العملية». أما أن تترك إسرائيل وحدها في مواجهة المشكلة الإيرانية، فشدد باراك على أنه «ليس لدى وزير الدفاع في دولة إسرائيل، في وضعها المركب، امتياز للرد على سؤال كهذا، عدا ما قلته حتى الآن. وأنا أُعيدكم فقط لرد واحد قلته لكم: إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة كلها، حتى على مدى 1500 كيلومتر».