strong>لم يمض لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس المحتلة، أمس، كما يريده الفلسطينيون، وسط حديث عن «مشادّات كلامية» بين الرجلين، رغم محاولة إسرائيل الإيحاء بأن اللقاء شهد تقدماً في ما يتعلق بالمفاوضات على الحدود
رام الله ــ أحمد شاكر
ما كاد ينتهي لقاء محمود عبّاس وإيهود أولمرت في منزل الأخير في القدس المحتلة، حتى بدأت تسريبات متناقضة بالخروج إلى العلن؛ ففيما تحدّث الجانب الإسرائيلي عن «تقدّم»، اكتفى الطرف الفلسطيني بالإشارة إلى «جديّة» المحادثات، في وقت أكدت فيه مصادر فلسطينية موثوقة لـ«الأخبار» أن اللقاء شهد مشادات كلامية بين الرجلين على خلفية رفض إسرائيل التخفيف من الحواجز في الضفة الغربية، بل زادت عددها خلال الشهر الماضي.
وقالت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، إن أولمرت تذرع باستمرار نشاط «المنظمات الإرهابية» من الضفة الغربية، وهو ما رد عليه عباس «بالنفي والتأكيد أن العمليات العسكرية الفلسطينية تقلصت بشكل كبير في الضفة وأن إسرائيل لا تريد إغضاب المستوطنين ولا تريد أن تخسر داخلياً بالتسهيل على مواطني الضفة».
وأوضحت المصادر أن «عباس طلب من أولمرت الإفراج عن أسرى فلسطينيين لإشعار الشارع الفلسطيني بأن هناك فائدة من المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي والرفض لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين، وهو ما استدعى من أولمرت التدخل وتغيير الموضوع، وأعلن رفض الشكاوى التي قدمتها السلطة للإدارة الأميركية عن التعنت الإسرائيلي».
وفي مؤتمر صحافي في رام الله عقب اللقاء، الذي استمر لنحو ساعتين، أكد مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن عباس وأولمرت ناقشا كل قضايا الوضع النهائي، موضحاً أنها «كانت (محادثات) عميقة وجدية للغاية وأنه لا مجال للتطرق لتفاصيل أكثر في هذا المجال».
وأضاف عريقات: «قُدِّمَت كل الملفات لقضايا المرحلة النهائية، وتم عرض أين وصلت المفاوضات ونتائج اللقاءات الثلاثية بحضور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس». وشدد على أن «كل مواضيع الحل النهائي قيد المفاوضات، وتمت زيادة ملف المعتقلين لأهميته، وهناك قاعدة يعرفها الإسرائيليون جيداً، وهي أنه لا شيء متفق عليه إلا بعد الاتفاق على كل شيء».
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة «فرانس برس»، إن عباس وأولمرت بحثا «موضوع الحدود في شكل جدي ومعمق»، لكنه شدد على أن «المسافة في المواقف بين الطرفين لا تزال متباعدة».
في المقابل، تحدثت إسرائيل عن «تقدم كبير» بعد لقاء أولمرت وعباس. وقال مسؤول إسرائيلي حضر المحادثات للصحافيين: «حققنا تقدماً مهماً في مسألتي ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة والترتيبات الأمنية بين إسرائيل وهذه الدولة». واضاف أن «أولمرت وعباس طلبا من فرق التفاوض التقدم في هاتين المسألتين»، مشيراً إلى أن الإسرائيليين والفلسطينيين يعملون «أصلاً على خرائط خلال المفاوضات».
من جهته، قال المتحدث باسم أولمرت، مارك ريغيف، إن المحادثات كانت «ربما الأكثر جدية» بين الرجلين منذ إعادة إطلاق عملية السلام. وكانت رايس قد اختتمت زيارتها للمنطقة أمس بلقاء أولمرت في القدس المحتلة. وأكدت أن مراقبين أميركيين سيشرفون على إزالة الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تشل الحركة في الضفة. وقالت للصحافيين الذين رافقوها لدى عودتها، إن «ذلك يعني أن مراقبينا سيتوجهون إلى ضواحي المدن للتحدث مع الذين يحاولون عبور الحواجز لتكون لهم فكرة عن الطريقة التي تجري بها الحركة والعبور». وأوضحت أن المراقبين الأميركيين سيكونون من موظفي سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل، مشيرة إلى أنها التقت خلال زيارتها إلى إسرائيل وزير الدفاع إيهود باراك أربع مرات في محاولة لإقناعه برفع مزيد من الحواجز العسكرية.